تستعد مركبة “كيوريوسيتي” التابعة لوكالة ناسا لمغادرة وادي “غيدز فالس” للانطلاق في رحلة طويلة نحو منطقة مثيرة تقع على جبل “شارب”، الذي يبلغ ارتفاعه 5 كيلومترات ويقع في مركز فوهة “غيل” على سطح المريخ.
أطلق العلماء على هذه المنطقة اسم “الصندوق الشبكي”، نظرًا لتركيبها الذي يشبه شبكة العنكبوت، بناءً على الصور الملتقطة من المدار.
يعتقد العلماء أن هذه التكوينات المعقدة لم تُشكل بفعل كائنات تشبه العناكب، بل بسبب المياه التي غمرت سطح المريخ في مراحله الأخيرة ككوكب رطب. مع تحول المريخ إلى كوكب جاف، حملت المياه المتدفقة من جبل “شارب” معادن استقرت في شقوق الصخور وتصلبت مع مرور الوقت.
على مدى ملايين السنين، ساهمت عوامل التعرية الناتجة عن الغلاف الجوي الرقيق للمريخ في إزالة أجزاء من الصخور، ما أدى إلى كشف المعادن المتصلبة التي أعطت المنطقة شكلها الشبيه بشبكة العنكبوت.
توجد هياكل مشابهة للصندوق الشبكي على الأرض في المنحدرات والكهوف، لكنها تختلف عن تلك الموجودة على المريخ. فبينما تشكلت نظيراتها المريخية خلال اختفاء المياه، تغطي هذه التشكيلات على المريخ مساحة ضخمة تصل إلى 10-20 كيلومترًا، مما يجعلها مكانًا مثيرًا لاستكشاف آثار الحياة القديمة.
وتقول الدكتورة كيرستن سيباخ، الباحثة في جامعة رايس وعضوة فريق “كيوريوسيتي”: “من المحتمل أن تحتوي هذه التلال على معادن تبلورت تحت السطح في بيئات دافئة حيث تدفقت مياه مالحة. قد تكون الميكروبات البدائية على الأرض قادرة على البقاء في بيئة مشابهة، مما يجعل استكشاف هذه المنطقة أمرًا مثيرًا للغاية”.
الجدير بالذكر أن هذه المنطقة ليست الوحيدة ذات الصلة بالعناكب على سطح المريخ. ففي القطب الجنوبي للكوكب، توجد تشكيلات تُعرف بـ”عناكب المريخ”، التي تشكلت نتيجة لتجمد وتبخر الجليد حديثًا، وليس لها علاقة بالمياه القديمة.
المصدر: الرياض
