هكذا تجاوز “ذوو الإعاقة” تحديات التعليم في أزمة كورونا
الإحساء صحيفة كل الصحف: تحقيق – زهير بن جمعه الغزال وخزماء القحطاني – ومريم البركات –
فرضت جائحة كورونا على العالم بأسره ظروفًا استثنائية غيرّت الكثير من نمط الحياة على جميع الأصعدة .
ولا شك أن التعليم تأثر بهذه الجائحة, إذ كان لابد من توفير البدائل التعليمية المناسبة وفقًا للإجراءات الوقائية والاحترازية التي حرصت جميع دول العالم على توفيرها بما يتناسب مع إمكاناتها وظروفها .
والمملكة العربية السعودية لم تكن بعيدة عن ما يواجهه العالم, فقد حرصت منذ بداية الجائحة على استخدام التقنيات المتقدمة وإنشاء حزمة من البوابات والمنصات لمختلف مراحل التعليم فأنشأت “منصة مدرستي” حيث يتفاعل فيها الطلاب والمعلمون عبر فصول افتراضية, وقد أولت وزارة التعليم الاهتمام بجميع فئات الطلبة على حد سواء .
بدورنا في هذه التحقيق نسلط الضوء على فئة غالية على المجتمع وهي الطلاب “ذوو الإعاقة”
وكيف استطاعوا التعامل مع هذه الظروف الاستثنائية التي فرضت عليهم التعامل مع التعليم عن بعد ؟
إذا حرصنا على استضافة مجموعة من معلمات التربية الخاصة وأولياء أمور طالبات التربية الخاصة .
تجاوز القلق والمخاوف
في البداية تقول المعلمة – ياسمين الحمادة – بمعهد النور بالأحساء
لا أخفي أن قلت أنني في البداية كانت المخاوف تراودني من فرضية إقصاء هذه الفئة، ولكن ولله الحمد وبفضله وكرمه ثم بجهود الدولة ووزارة التعليم التي جعلتنا نخوض غمار التجربة الجديدة التي أضافت لي ولجميع المعلمات الكثير وبددت النظرة السائدة في المجتمع تجاه الكفيف، فلو سألنا المجتمع عن الكفيف فإنه حتمًا سيقول كيف يعيش ؟
وكيف يتعامل مع مهارات الحياة البسيطة؟
فكيف يكون الحال مع الأجهزة التقنية ؟
حققنا أسمى هدف
وتضيف المعلمة ياسمين:
أؤكد أصالة عن نفسي ونيابة عن زميلاتي أن التعليم عن طريق منصة مدرستي أضاف لنا الكثير وجعلنا سواسية مع المعلم العادي، إذ حققنا أسمى هدف عبر التعليم عن بعد، فلم أقف معلمة عاجزة، ولم نجد صعوبة بل كسرنا الحواجز بهذه التجربة الجديدة، وبينّا للمجتمع أننا لسنا عاجزين، وأن الطالب الكفيف أخذ فرصته في التعليم كما غيره من الطلاب .
برامج مختلفة للاجتماعات
وخلصت المعلمة – ياسمين إلى القول : لكل بداية متاعب ومصاعب، إذ كنا نعمل عبر الجوالات والبرامج الناطقة ولم نواجه صعوبة كبيرة في إيصال المعلومة للطالبة كوننا بالأصل نعتمد في تعليمنا الحضوري على حاسة السمع بشكل كبير، وبدأنا باستخدام البرامج المختلفة للاجتماعات مثل برنامج الزوم (zoom) حتى تخطينا هذه المرحلة، ووصلنا إلى إعداد الدرس والاجتماع بالطالبات عبر منصة مدرستي- وكل ذلك توفيق من الله.
قناة عين ولغة الإشارة
أما المعلمة – لطيفة السيد – بمعهد الأمل بالأحساء فتقول :
مع قناه عين التي تخدم فئة الصم بشكل كبير لم نواجه صعوبة – ولله الحمد – في التدريس عبر منصة مدرستي، حيث أن لغة المترجمين الإشارية كانت بسيطة وواضحة، وأيضًا مع تكييف المناهج استطعنا اختزال المعلومات المهمة, واعتمدنا على الفيديوهات والخرائط المفاهيمية للشرح ولم نلاحظ ضعف في قياس الأداء وهذا تثبته اختبارات الفترة الاولى التي سارت كما هو مخطط لها .
التغلب على الصعوبات
واستطردت قائلة : في البداية صادف بعض أولياء الأمور صعوبات في تفعيل الحسابات وتحميل برنامج التيمز للطالبات، ومعرفه الدخول للمنصة وحل الواجبات، وكان ذلك في أول شهر تقريبًا، وتغلبنا ولله الحمد على هذه المشكلة من خلال إدارة المدرسة التي اعتمدت حضور أولياء الأمور وتفعيل حساباتهم وتوضيح كيفيه عمل التيمز وإرسال فيديوهات توضيحيه، ولمسنا تجاوب كبير من الأهل في التعليم عن بعد أكثر من التعليم الحضوري واهتمامهم بالطالبات .
الوسائل والبرامج التعليمية
وحول أبرز الوسائل والبرامج التعليمية الإلكترونية التي استخدمتها مع الطالبات قالت المعلمة لطيفة :
نستخدم الترجمان (وهو تطبيق لترجمة الجمل المكتوبة والمنطوقة إلى لغة الإشارة العربية عبر شخصيات ذكية ثلاثية الأبعاد في نفس اللحظة).
تفاعل الطالبات الرائع
من جانبها تقول المعلمة – ميرفت آل طلاق – معلمة ضعاف سمع بالابتدائية التاسعة والعشرون بالهفوف ردًا على سؤال :
هل تجدون صعوبة في إيصال المعلومة ومفردات الدرس لهذه الفئة في التعليم عن بعد ؟
أجابت قائلة :
في البداية كنت قلقه في كيفية إيصال المعلومة, و لكن عندما رأيت تفاعل الطالبات الرائع وتجاوبهن وتطورهن تغيرت فكرتي – ولله الحمد – وتحققت أهدافنا .
قدرات كل طالبة
وعن سؤال :
هل تجدون أن حضور الطالب أفضل في إيصال المعلومة وتحقيق أهداف الدرس مضت قائلة :
يعتمد نجاح عملية التعليم عن بعد من عدمه على حسب قدرات كل طالبة ومستواها الدراسي، ولكن الحمد لله حقق التعليم عن بعد أهدافه المرجوة في عدم التوقف عن التعليم .
مواجهة أبرز الصعوبات
وعن الصعوبات التي واجهتكم وكيفية التغلب عليها قالت المعلمة ميرفت :
بما أنه شيئ جديد علينا كلنا سواء أمهات أو معلمات كانت هناك بعض الإشكاليات البسيطة التي تمثلت في :
– أولاً :
احتياج فئة ضعاف السمع أن تكون التعبيرات والإيماءات والانفعالات واضحة وحاولنا إيضاحها (بالصور ومقاطع الفيديو وفتح الكاميرا وتوجيهها على النشاط وتوفير بعض الوسائل أثناء الجلسة، وبدوري حاولت قدر المستطاع أن أشعر الطالبة بوجودي معها (نقص ونلصق ونلعب بالرمل ونشكل بالصلصال ونلعب عن طريق البرامج الإلكترونية) .
– ثانيًا :
صعوبة عدم توفر الجهاز أو تعطله وتغلبنا على هذه المشكلة من خلال (المرونة في وقت إعطاء الجلسة) .
– ثالثًا :
صعوبة عدم معرفة الأم التعامل مع بعض التطبيقات وتغلبنا عليها من خلال (التعامل مع كل طالبة ومع كل أم على حسب قدراتها) .
فرحة وسعادة الأمهات
وعن دور الأمهات في التعامل مع بناتهن قالت: الأمهات يعبرنّ دائمًا عن سعادتهن من تقدم بناتهن فكل شيء واضح أمامهن، والبعض منهن اكتشفن نقاط الضعف لدى بناتهن فحرصنّ سويًا على إصلاحها مثل طريقة الحفظ أو القراءة .
وحول سؤال :
هل تؤيدين فكرة استمرار دمج فئة ضعاف السمع مع طالبات التعليم العام في الفصول الافتراضية اختتمت المعلمة ميرفت بقولها :
نعم فالطالبة تحضر مع زميلاتها في فصول التعليم العام, ثم تتوجه لمعلمة الدمج لتوضيح النقاط الغامضة لديها وإثرائها، وبذلك فأن علاقة الطالبة تكون مع المعلمة مباشرة في تجاوز أي صعوبات يواجهنها.
الإعاقة العقلية ومنصة مدرستي
وذكرت المعلمة – عهود الملحم – معلمة إعاقة عقلية بالابتدائية الخامسة عشر بالمبرز، أن حضور الطالبة للصفوف الدراسية يحقق مخرجات تعليمية عالية، ولكن بحمد الله لم أواجه صعوبة في إيصال المعلومة، فباستخدام التقنية الحديثة الملائمة لطبيعة طالباتي كنت قادرة بفضل من الله تسهيل مفردات الدرس والوصول إلى مخرجات تعليمية مرضية .
وأضافت “في بداية إعلان المنصة الافتراضية -مدرستي- كانت هناك أسئلة واستفسارات تلج خاطرنا،
هل هي ملائمة ؟
هل سيسهل استخدامها ؟
هل ستتمكن الطالبات من دخول المنصة ؟
وغيرها الكثير من التساؤلات، ولكن بعد التحاقنا للتدريب عن بعد للمنصة المدرسية، خرجنا بإجابات عن جميع استفساراتنا وبحمد الله استمرت العملية التعليمية عن بعد كما كان مخططاً لها بنجاح”.
تطبيقات التقنية في التعلم النشط
وأشارت المعلمة – عهود، إلى أن البرامج والمواقع التعليمية في ازدياد مستمر، ونرغب بتجربة كل جديد ملائم لهذه الفئة الغالية، فمن أكثر المواقع استخدامًا وحققت تفاعلًا عاليًا هي كالتالي:
السبورة الفنلندية (whiteboard. fi)
الشاشة التفاعلية classroom screen))
أوراق عمل تفاعلية (Liveworksheets)
تدريبات تفاعلية IXL Math))
حائط إلكتروني لنشر مشاركة الطالبات (Padlet)
تقييم تفاعلي (Quizizz)
دور أولياء الأمور
وعن دور أولياء الأمور
وأبرز ردود الأفعال من قبلهم واصلت المعلمة – عهود قائلة :
لأولياء الأمور دور فعال وجهود مباركة في انتظام دخول الطالبات للحصص الدراسية، والتزام الصمت أثناء سير الحصة, ومشاركة الطالبة عند طلب ذلك منها، والدخول على الروابط لانضمام الطالبة للنشاط الإثرائي والعمل على مساعدة الطالبة في الحل، وأيضًا في توفير وتجهيز المواد المستخدمة للدروس كما في مقرر مهارات الحياة اليومية والتربية الفنية .
أما بخصوص ردود الأفعال فهي مرضية ولله الحمد عن الجهود المبذولة من قبل المعلمة وأيضًا للنشاطات أثناء سير الحصة الافتراضية، وكذلك مدى رضاهم عن استجابة الطالبات وتحقيقهن للأهداف التدريسية .
التوحد ودور الأسرة
وتحدثت المعلمة – جميلة المطيري – بمركز التوحد بالأحساء عن صعوبات إيصال المعلومة ومفردات الدرس لهذه الفئة الغالية على قلوبنا عبر التعليم عن بعد فقالت :
في بعض الدروس كانت هناك صعوبات, ولكن كان للأم دورًا كبيرًا وخصوصًا مع فئة الطلاب ذوي اضطراب التوحد، فالكثير من الحالات لا يمكن إعطاء الطالبة الحصة في حال عدم وجود الأم او أي فرد من الأسرة، فالأم لها دور كبير في ضبط سلوك الطالبة خلال الحصة، وتعزيزه المستمر، وأيضًا تطبيق الأهداف العملية مع الطالبة ، ولله الحمد استطعت أن ألمس شعور الفرح والإنجاز عند اتقان أطفالهم للأهداف، كما رأيت مدى تطور الأهالي وقدرتهم على التعامل مع أطفالهم وتدريسهم في ظل هذه الظروف.
الفروق الفردية
وعن سؤال : هل حضور الطالب أفضل في إيصال المعلومة ؟
أوضحت المعلمة – جميلة :
الإجابة تعتمد على الطالبة ، فبعض الأطفال والطلاب متفاعلين جدًا بالتعليم عن بعد ومنجزين للأهداف ولا يحتاجون للحضور، وهناك البعض الآخر الذي يتفاوت تفاعله من يوم لآخر، وهناك أيضا بعض الأطفال الذين يفتقدون إلى مهارات التواصل فتكون استجاباتهم وتفاعلهم ضعيف جدًا، وذلك يرجع للفروق الفردية بين أطفال التوحد، وقد تم طرح بعض الحلول لمشاكل تواجه طفل التوحد مثل شعور الطالب خلال الحصة بالملل، إذ تم مراجعة طريقة سير الحصة واختصار الدرس في وقت أقل حلاً مناسبًا لذلك، أما مشكلة عدم تفاعل الطالبة في حل أوراق الواجب فتم تحويل الواجبات الورقية إلى واجبات وأنشطة الكترونية، وهناك وسائل و برامج تعليمية إلكترونية تم استخدامها مع الطلاب وأثبتت فعاليتها منها برنامج الباوربوينت، والرسام .
التواصل البصري والوسائل
واعتبرت المعلمة – سارة العامر– معلمة صعوبات تعلم بالابتدائية السادسة عشر بالمبرز, أن التعليم عن بعد يفتقد لبعض العناصر المهمة في تدريس التلاميذ بشكل عام وتلاميذ التربية الخاصة على وجه التحديد كالتواصل البصري والوسائل المحسوسة والتغذية الراجعة المباشرة، ولكن في ظل تلك الظروف الاستثنائية فإن التعليم عن بعد قد ساهم بشكل فعال في إيصال المعلومة بشكل بسيط للطالبة بحيث يتم التركيز على المعلومات الهامة والمفردات الأساسية من الدرس عن طريق تسخير كافة التقنيات والبرامج المساندة .
مصاعب واجهت المعلمات
وألمحت إلى أن المصاعب التي تواجهها المعلمة من وجهة نظري تنقسم إلى قسمين :
– قسم متعلق بالمشكلات التقنية كانقطاع الاتصال بالإنترنت أو انقطاع الصوت المفاجئ أثناء الحصة الدراسية أو تعطل الأجهزة الإلكترونية .
– أما القسم الآخر فيتعلق بالطالبة وأسرتها مثل إهمال الدخول إلى المنصة وعدم الالتزام بموعد الحصة الدراسية وعدم التفاعل مع المعلمة، كما توجد مشكلة انخفاض الدافعية لدى بعض الطالبات، وبدورنا بذلنا كل المحاولات والجهود للتغلب على تلك المصاعب بالتواصل المباشر والمتابعة الفعالة مع ولية الأمر، وتوفير الحقائب التعليمية التي تحتوي على كافة المواد التي تحتاجها الطالبة أثناء التعلم عن بعد، واستخدام وسائل التواصل الأخرى كتطبيق الواتساب والبريد الإلكتروني وتوفير كافة المواد الإثرائية والشروحات الهامة من خلال تلك الوسائل، بالإضافة إلى توفيرها في برنامج التيمز واستخدام وسائل التعزيز المختلفة مادية ومعنوية مما كان له دور كبير في تحفيز الطالبة وزيادة الدافعية لديها .
دور المعلم في التعليم الإلكتروني
وتابعت المعلمة – ساره قائلة : إن الحاجة حاليًا للتعلم عن بعد يتطلب منا كمعلمات التعرف على مجموعة من التطبيقات والبرامج وإتقانها بصورة إبداعية ومميزة، ومتناسبة مع حاجة الطالبة ومع توقيت الحصة الدراسية، إذ تتعدد البرامج والتقنيات المستخدمة في عملية التعلم عن بعد: كالعروض التقديمية لتنظيم الحصة ومقاطع الفيديو التي تدعم الهدف، وبرنامج وورد ول (word wall) وبرنامج كوزز ( quizizz) كوسائل تقييم ممتعة بالإضافة إلى وسائل التعزيز الإلكترونية وغيرها من البرامج التي تتناسب مع كل هدف .
وللأمهات آراء وشجون
من جانبها تقول والدة الطالبة – وجدان الصفيان – (ولية أمر طالبة من ضعاف السمع) بالابتدائية التاسعة والعشرون في الهفوف فتقول:
التعليم عن بعد فرضتها ظروف كورونا، وحرصًا على صحة وسلامة الجميع واستكمال مشوراهم التعليمي كان لابد للجميع خوض هذه التجربة التي كانت ناجحة وأثبتت جدواها – ولله الحمد- مما ساعد الطلاب والطالبات على إكمال التعليم رغم الظروف الاستثنائية ووجود بعض المصاعب في توفير الأجهزة وتقبل البعض للتعليم عن بعد إلا إنه تم تجاوز كل هذه المعطيات، ولا أخفي أن قلت أن بناتي تهاونَّ في البداية من بعض الأمور وشعرنّ بالملل وعدم الانتباه أحيانًا وخصوصًا إذا انشغلت عنهن في الأعمال المنزلية، ولكنني تجاوزت هذه الإشكالية (بالتواجد معهن في جميع الحصص والمتابعة المستمرة لهن)، وفي البداية شعرت بالتوتر والضغط النفسي وزيادة المسؤولية، ولكن حاولنا نتحدى ونتجاوز الصعاب ونتأقلم مع هذا الوضع الجديد ونشجع بعضنا البعض ونتعاون مع المعلمات عن بعد، ونزرع الثقة في طالباتنا فهن نجوم المستقبل ونحبب فيهن التعليم “عن بعد ” وبالتأكيد ستكون هذه المرحلة أجمل ذكرى في حياتنا ونستمتع بلذة نجاحهن .
رضا أولياء الأمور عن المعلمات
وتابعت قائلة : وانتهز هذه الفرصة لأسجل أصالة عن نفسي ونيابة عن الأمهات, الشكر والتقدير والامتنان للمعلمات على جهودهن الجبارة سواء معلمات الدمج أو التعليم العام فهن متعاونات مع الطالبات, وإعطائهن النصائح والإرشادات من خلف الشاشة، كما أنوه وأشيد بطريقتهن في تقديم الشرح بأساليب محببة ورائعة وصبرهن على الطالبات وتشجيعهن بكل ما هو جميل، فبارك الله فيهن وفي جهودهن، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتهن وجزاهن الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة .
تجاوز نقاط الضعف
أما والدة الطالبة – دلال الحادي – (ولية أمر طالبة من ضعاف السمع) بالابتدائية التاسعة والعشرون في الهفوف فتقول :
استهل كلامي بالحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، ورأيي كأم في “التعليم عن بعد” فأنني استطعت أن أقف على نقاط الضعف لدى ابنتي والصعوبات التي واجهتها، إذ بذلت جهودَا كبيرة في التركيز عليها، واستطعت بتوفيق من الله أن أتخطاها، بالإضافة إلى الجهد المكثف في بناء شخصية الطالبة وتحفيزها على المبادرة بالإجابة والمشاركة والتعبير عن رأيها أثناء الحصة بشكل فعال .
تعاون معلمات التعليم العام ومعلمات الدمج
وأكملت: كما لا أغفل جهود معلمات التعليم العام ومعلمات الدمج، حيث كان لهن الدور الأكبر والفعال في إتمام عملية “التعليم عن بعد” بنجاح وذلك بالتعاون فيما بينهن كمعلمات والتعاون مع الأمهات والطالبات كمنظومة تربوية، وبكل تقدير أتقدم لمعلمات التعليم العام ومعلمات الدمج بالشكر والامتنان على جزيل عطاءهن.
عدم انقطاع التعليم
بدورها قالت والدة الطالبة – ريما الظفر (ولية أمر طالبة معاقة عقليًا) بالمتوسطة التاسعة بالمبرز وبرنامج التأهيل :
قبل أن أتحدث أود أن أشكر ولاة الأمر وحكومتنا الرشيدة والطاقم التعليمي على حرصهم في استمرار التعليم رغم ظروف جائحة كورونا، وتوفير كل المتطلبات للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات من أجل مواصلة التعليم وعدم انقطاعه عن الدارسين، وبالنسبة للتعليم عن بعد فكانت تجربة تعليمية جيدة استفدت منها شخصيًا مع ابنتي، وخصوصًا سهولة التواصل مع المعلمة إذ استطعت فهم المطلوب أكثر عند مذاكرتي لها، ولا أخفي أن قلت أنني في بداية الفصل الدراسي واجهت بعض الصعوبات لكون التجربة جديدة للجميع، ولكن مع مرور الوقت اعتدنا على ذلك وتجاوزنا كل مراحل الصعاب فأصبح التعليم عن بعد أسهل وأيسر للدارسين .
نفتخر ونعتز بالمعلمات
وخلصت إلى القول” بدوري أؤيد “التعليم عن بعد” في ظل هذه الظروف الصعبة وتحديات المرحلة، وللمعلمات أهمس وأقول ” كل الأمهات فخورات بكن أخواتي المعلمات أبدعتن في تواصلكن وتوصيل المعلومة بشكل ناجح وفقكن الله في أداء رسالتكن التربوية “.
همسة وكلمة أخيرة
وفي الختام نؤكد بدورنا أن كل ما تحقق في كيفية استخدام “التعليم عن بعد” مع الطلاب ذوي الإعاقة كان بفضل الله ثم بجهود وزارة التعليم الجبارة وتفاني المعلمين وتعاون أولياء الأمور، كل ذلك كان له الأثر الإيجابي في إنجاح عملية التعليم “عن بعد” للطلاب ذوي الإعاقة.