هذا ما فعله جسم مضاد لدى ناجٍ من السارس في كورونا
اكتشف علماء أن جسمًا مضادًّا حُدد لأول مرة لدى أحد الناجين من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد “سارس”، يمكن أن يوقف فيروس كورونا الجديد في مساراته.
ويستهدف الجسم المضاد المسمى S309 “بروتينات سبايك” الموجودة على السطح الخارجي للفيروس، والتي تستخدم لغزو خلايانا.
وأظهرت الاختبارات أن “S309” يلتصق بالبروتينات؛ مما يُحَيّدها بشكل فعال؛ وفقًا للباحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن في سياتل.
ووفق “روسيا اليوم”، يأتي هذا في الوقت الذي يزعم فيه العلماء في شركة كاليفورنيا للتكنولوجيا الحيوية، أنهم عثروا على جسم مضاد يحجب الفيروس تمامًا.
ومع وجود عدد قليل من العلاجات -والمصرح به فقط للاستخدام في حالات الطوارئ- للمرض القاتل؛ يمنح التطوران الجديدان الأمل في العلاج أو حتى اللقاح.
والآن، يخضع الجسم المضاد للتطوير والاختبار السريع في Vir Biotechnology، ومقرها سان فرانسيسكو.
وإذا نجح؛ فإنه يمهد الطريق لاستخدام S309 -بمفرده أو ضمن مزيج- كلقاح للمجموعات عالية المخاطر أو عقار لمكافحة الأعراض الشديدة التي تهدد الحياة.
وقال الدكتور ديفيد فيسلر، أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد في كلية الطب بجامعة واشنطن، في بيان صحفي: “ما زلنا بحاجة إلى إظهار أن هذا الجسم المضاد يوفّر الحماية في الأنظمة الحية؛ وهو ما لم يتم بعد”.
وأضاف: “في الوقت الحالي لا توجد أدوات معتمدة أو علاجات مرخصة أثبتت أنها تحارب فيروس كورونا الذي يسبب مرض “كوفيد 19”.
وما يجعل هذا الجسم المضاد الجديد مختلفًا؛ هو اكتشافه لدى شخص مصاب بفيروس سارس، في عام 2003، قبل 17 عامًا.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، حَدّد الفريق العديدَ من الأجسام المضادة المهمة من عينة دم من ناجٍ من مرض السارس، في “خلايا الذاكرة B” التي تتشكل بعد مرض مُعدٍ، وعادة ما تتذكر العامل الممرض الذي تخلص منه الجسم في الماضي، وأحيانًا مدى الحياة، ويؤدي هذا إلى إطلاق دفاع الجسم المضاد ضد إعادة العدوى.
ووجدت التجارب أن “S309” كان فعالًا بشكل خاص في استهداف وتعطيل بروتينات سبايك، وكان قادرًا على تدمير الفيروس، المعروف باسم SARS CoV-2، من خلال الانخراط مع جزء من بروتين “سبايك” بالقرب من موقع الارتباط بالخلية المضيفة.
وأظهرت الاختبارات أن الجسم المضاد يتعرف على موقع الارتباط الذي يتم رؤيته عبر العديد من فيروسات كورونا، وليس فقط السارس و”كوفيد 19″.
وأدى الجمع بين S309 والأجسام المضادة الأخرى الأضعف الموجودة لدى مريض السارس، إلى تعزيز تدمير فيروس كورونا، وقد يمنع هذا المزيج المتعدد، الفيروس من التحور إلى سلالة لا يمكن إيقافها.
يأتي هذا في أعقاب مزاعم Sorrento Therapeutics، ومقرها في سان دييغو، بأن الجسم المضاد، المسمى STI-1499، أوقف الفيروس من دخول 100% من الخلايا البشرية السليمة في تجارب الأطباق البترية.
وفي بيان صحفي، تقول الشركة إن لديها القدرة على إنتاج ما يصل إلى 200000 جرعة من الجسم المضاد شهريًّا، وقدمت طلبًا للحصول على موافقة طارئة من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، وهي في مرحلة الانتظار حاليًا.
المصدر : صحيفة سبق – بتصرف