بحضور أمير الرياض.. الحكومة الافغانية تكرم تركي الفيصل بوسام الغازي
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، قلدت جمهورية أفغانستان الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بوسام (الغازي مير بجّه خان) الصادر بموجب مرسوم رئاسي بتكريمه وتقليده الوسام الرفيع، وتم التكريم مساء الاثنين بقاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بفندق الفيصلية.
وقد قلده نيابة عن الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، الدكتور محمد همايون قيموني وزير المالية الأفغاني، والسفير الأفغاني سيد جلال كريم.
وحضر التكريم عدد من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي والسعادة ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة.
بهذه المناسبة قال سفير أفغانستان لدى المملكة السفير/ سيد جلال كريم: يسعدني أن أعلن عن منح وسام غازي مير بچه خان لصاحب السمو الملكي الأمیر تركي بن فيصل آل سعود.
وسام “غازي مير بچه خان” هو رمز الشرف والتقدیر الذي یمنح للشخصيات الاستثنائية لتكريم جهودها الرائعة تجاه أفغانستان.
وأضاف: بالنيابة عني، سيمنح الدكتور همایون قيومي الوسام لصاحب السمو الملكي الأمیر تركي بن فيصل آل سعود لتقدير خدماته الاستثنائية تجاه أفغانستان خلال فترة الجهاد الأفغاني وما بعد ذلك.
وقال: نحن مقدرون للمساعي القيمة التي يبذلها سموه في تعزيز وتوسيع العلاقات الودية بين أفغانستان والمملكة العربية السعودية.
مردفاً: نهنئه ونتمنى له مواصلة دوره الإيجابي في ترسیخ العلاقات الأخوية بين أفغانستان والمملكة العربية السعودية.
وأضاف: يشرّفني ويسعدني أن أقف أمامكم اليوم ونحن نعيش ذكرى مرور مئة عام على استقلال بلدنا جمهورية أفغانستان الإسلامية والذكرى التاسعة والثمانين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وكل عام وأفغانستان والمملكة بألف خير.
وأضاف بأن العلاقات الأفغانية السعودية شهدت تطوراً ملحوظاً في عهد فخامة الرئيس محمد أشرف غني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في ظل رؤية المملكة 2030.
مردفاً: إننا نجتمع اليوم في هذا الحفل لتكريم قائد فذّ وشخصية محنّكة، للاحتفاء برجل السياسة والدولة ورجل الثقافة والعلم، ورائد العمل الخيري، تقديراً لجهوده في إرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان، إنه صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل.
ووجه كلمته لسمو الأمير تركي الفيصل قائلاً: إن تكريم سموّكم بوسام “الغازي مير بجّه خان” هو بمثابة الشكر والامتنان من حكومة وشعب أفغانستان على مواقفكم المشرّفة في سبيل خدمة القضية الأفغانية متمنين لسموكم دوام التوفيق والسداد.
إن الشعب الأفغاني لن ينسى جهودكم في دعم القضية الأفغانية ودوركم الريادي في تشكيل تحالف سياسي لدعم أفغانستان ضد الغزو السوفييتي ما مكّن الشعب الأفغاني في 15 فبراير 1989 من إخراج القوات السوفييتية من أراضي أفغانستان.
وواصل كلمته للحضور: لقد بذل الأمير تركي الفيصل جهوداً كبيرةً في سبيل لمّ شمل قادة الأحزاب السياسية في أفغانستان ونجح سموّه في إقناع القادة بالاجتماع في مكة المكرمة في 18 من شهر رمضان المبارك سنة 1413 لتوقيع اتفاقية السلام والوفاق التاريخية بين القادة الأفغان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-.
مؤكداً أن أفغانستان عانت بما فيه الكفاية من الصراعات والحروب وآن الآوان للمصالحة وإرساء السلام فيها، وإن حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية بقيادة فخامة الرئيس محمد أشرف غني اتخذت خطوات مهمة في سبيل المصالحة والمفاوضات مع طالبان دون قيود أو شروط، ونرى بأن الحل العسكري لا يخدم القضية الأفغانية وأن السبيل الوحيد لاستقرار أفغانستان هو المصالحة والسلام.
وقال: نأمل من المملكة الاستمرار في سعيها نحو إرساء السلام في أفغانستان ولعب دور محوريٍّ في فتح باب المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان بشكل مباشر والعمل على وقف إطلاق النار، ونظراً للعلاقات الاستراتيجية بين السعودية وباكستان ومساعدتها في تحسين العلاقات بين أفغانستان وباكستان وحثّ باكستان على التعاون مع الحكومة الأفغانية في عملية المصالحة، كما نشكر مقام خادم الحرمين الشريفين في استضافته للمؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في جمهورية أفغانستان والتي انعقدت في مكة المكرمة بتاريخ 27 شوال 1439 هجرية.
وحفاظاً على أمن واستقرار المنطقة فإننا نجدّد إدانتنا واستنكارنا الشديديْن لكافة الأعمال الارهابية التي استهدفت المنشآت النفطية والمدنية للمملكة في محافظتي بقيق وخريص عبر الصواريخ الباليستية وطائرات درون المسيّرة، ويُعدّ هذا هجوماً على أمن واستقرار الاقتصاد العالمي، ونؤكد وقوفنا بجانب المملكة العربية السعودية الشقيقة حكومةً وشعباً فيما تتخذه من إجراءاتٍ لحماية أراضيها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، ونؤكد على أن أمن المملكة من أمن أفغانستان واستقرارها هو استقرار العالم الإسلامي بأجمعه.
كما نشيد بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في التعامل مع التطورات الخطيرة التي تمر بالمنطقة بالحكمة المعهودة عنهم، وطلب المملكة فريقاً دولياً للتحقيق في الهجوم الإرهابي على بقيق وخريص لمعرفة المتورطين في الهجوم، ورغبة سمو ولي العهد في التعامل مع هذا الخطر عبر الحلول السياسية لا العسكرية.
وإننا نؤكد على مواقفنا المتوافقة مع حكومة المملكة في السياسة الخارجية ونجدد دعمنا لحكومة الجمهورية اليمنية الشرعية برئاسة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ونجدد دعمنا للحل السياسي في اليمن طبق آلية مخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وفي الوقت نفسه نؤكد على اتفاق حكومتي أفغانستان والمملكة في مواقفهما بخصوص الشعب السوري ونؤكد على أهمية الحل السياسي لإعادة إعمار سوريا وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق.
كما نؤيد حق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ورسم حدود دولة فلسطين طبق 1967م.
وأوضح أن حكومة فخامة الرئيس محمد أشرف غني تشجب كافة الأعمال الإرهابية وتعمل مع الدول الصديقة وحلفائها في محاربة الإرهاب والتطرف الذي كلّف أفغانستان خسائر مادية وبشرية كبيرة، كما أن جمهورية أفغانستان الإسلامية هي عضو في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية ونعمل باتفاق تام معها على سبل تخليص المنطقة والعالم من هذه الآفة الخطيرة التي تخدم أجندات خارجية، ولا يخفى عليكم بأن أفغانستان هي أكثر دول العالم تضرراً من الإرهاب.
كما نبارك للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على استلامها رئاسة قمة دول العشرين المقبلة والتي تقام في مدينة الرياض في 2030 ونتطلع إلى أن تكون قمة استثنائية تناقش الموضوعات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
من جهته قال معالي الدكتور محمد همايون وزير المالية في حفل تقليد الأمير تركي الفيصل: يسعدني أن أقف أمامكم اليوم في بلدنا الثاني معتزاً بالعلاقات التي تربط جمهورية أفغانستان الإسلامية بالمملكة العربية السعودية في ظل قيادة فخامة الرئيس محمد أشرف غني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونعمل مع أشقائنا في المملكة على تقوية هذه العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين.
وأضاف: بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لليوم الوطني السعودي أقدم أطيب التهاني والتبريكات لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية سائلاً الله عز وجل أن يديم عليهم الأمن والأمان والرخاء.
مردفاً: لقد صدم العالم بأكمله منذ أسابيع بالهجمات الإرهابية على معامل النفط شرق المملكة ونعبر عن إدانتنا واستنكارنا بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي والذي يعدّ مخالفاً للمواثيق الدولية.
وإن عودة إمدادات النفط السعودية ساهمت في استقرار أسواق النفط العالمية وأكدت على قوة المملكة وكونها ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي زادت هذه الخطوة ثقة العالم في شركة أرامكو السعودية وأنها قادرة على لعب دور محوري وكبير في أسواق النفط العالمية.
وقال: لقد كلفني فخامة الرئيس محمد أشرف غني بتقليد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود بوسام “الغازي مير بچه خان” والذي يستحقه القادة والسياسيون الذين خدموا أفغانستان وشعبها في تعزيز السيادة الوطنية واستقلالها ودعمها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.
وأضاف: إن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز لم يدخر جهداً في الوقوف مع الشعب الأفغاني ودعمه سياسياً واجتماعياً.
من جهته قدم الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز شكره للحكومة الأفغانية على هذا التكريم وتحدث عن علاقة المملكة بأفغانستان عندما كان رئيساً للاستخبارات العامة وكيف أنه طلب من طالبان الأفغانية تسليم أسامة بن لادن للسعودية أكثر من مرة عام 1998، وكان ذلك بناءً على طلب من الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، فرفضوا تسليمه، فأبغ الملا عمر أن قراره بعدم تسليم أسامة بن لادن للسلطات السعودية سيضر بأفغانستان، وأنه يجب إعادة النظر فيه، مؤكداً أن السعودية أوقفت دعمها ومساعدتها لحكومة طالبان وسحبت اعترافها بها.
المصدر: الرياض