#الإعلام_المضلل_يقلب_الخروف_كلبا

#إعلام _أسود_يصنع_الغوغائيه ويؤلب الشعوب ضد حكوماتها
صحيفة كل الصحف- راشد السكران
منذ قديم الأزل والإعلام يعد من أهم وسائل التواصل بين الشعوب والمجتمعات، فهو ناقل للعلم والفكر والمعرفة ويسهم بنشر الآراء والمواقف الإيجابية والسلبية من خلال وسائله المتنوعة.
كما يعد من أخطر أدوات الحروب، في كل زمان ومكان لأن أي حرب تنشأ يسبقها تراشق إعلامي يؤججها ويشعلها.
ولا أحد يقلل من قدرته على صنع الأحداث، والأخطر فيه هو “الإعلام المضلل” الذي يسعى لقلب الحقائق، وصناعة الرأي المخالف، والقدرة على التلاعب بالعقول والأحاسيس، وبث الأكاذيب ونشر الحقد بين فئات المجتمعات.
ويتراكم التضليل الإعلامي الأسود ليتحول إلى تسميم العقول وإفساد مدركات الناس بإشغالهم بمسائل ثانوية غير مهمة، أو أقل أهمية ليسهل على المضلل توجيه المجتمعات لأهدافه.
بالسابق كان التضليل الإعلامي يمرر عبر الصحف الورقية والراديو والتلفزيون الحكومي، ولكنه سرعان ما توسع عقب انتشار وسائل الإعلام الحديثة، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما برعت فيه الدول الكبرى تحديداً لتوجيه مجتمعات العالم لما يريدونه لغزوهم فكريا بعدما انتهى عصر الغزو المكاني.
ولقد تكاثرت في الآونة الأخيرة الحسابات الوهمية والمزيفة التي تديرها ليس حكومات فقط بل منظمات وأفرادا سهل عليها ركوب مطية الإعلام المضلل لتمرير أكاذيبهم، وخزعبلاتهم.
وهذا يذكرني بقصة زودني بها أحد الأصدقاء المشهورين الذين عانوا من هذا النوع من الإعلام المضلل أو لنقل الإعلام الأسود تقول القصة:
كان لأحد الأشخاص خروفا وأراد أن يبيعه وعندما أخذه إلى السوق رأه أربعة لصوص واتفقوا على أن يسرقوا الخروف بطريقه ذكية فتقاسموا الجلوس على جانبي الطريق المؤدية للسوق التي سيمر منها صاحب الخروف،حيث جلس الأول في بداية الطريق وجلس الثاني في ربعه، وجلس الثالث قريبا من منتصفه، وجلس الرابع قبل نهاية الطريق قبل السوق بقليل، وعندما مر صاحب الخروف من جانب اللص الأول ألقى عليه السلام فرد اللص عليه السلام وبادره بالسؤال : لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك ؟!
فالتفت صاحب الخروف إلى اللص وقال له: هذا ليس كلبا إنه خروف وأنا ذاهب به إلى السوق لأبيعه ثم تركه وانصرف،
وبعد مسافة التقى باللص الثاني فرد عليه السلام وإذا باللص يسأله :
لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك ؟!
فالتفت صاحب الخروف إلى الخروف ونظر إلى اللص وقال له :
هذا ليس كلبا هذا خروف وأنا ذاهب به للسوق لأبيعه ثم تركه وانصرف، ولكن الشك قد بدأ يتسرب إلى قلبه فأخذ يتحسس الخروف ليتأكد هل هو كلب فعلا كما قال له اللصان أم خروف كما يعتقد هو ؟!!
وبعد مسافة التقى باللص الثالث فرد عليه السلام، وإذا باللص يسأله نفس السؤال السابق: لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك ؟
فأندهش صاحب الخروف وزادت حيرته ونظر إلى اللص ثم انصرف ولم يجبه على سؤاله لأنه بدأ يتأكد أنه يقود كلبا وليس خروفا،
وبعد مسافة التقى باللص الرابع فرد عليه السلام وباشره اللص قائلا :
لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك ؟!!
وهنا تأكد صاحب الخروف أنه يقود كلبا فعلا وليس خروفا فليس من المعقول أن يكون الأربعة الأشخاص كاذبون ،
فالتفت إلى اللص وقال له:
لقد كنت في عجلة من أمري فاعتقدت أن هذا الكلب خروفا فربطته لأذهب به إلى السوق لأبيعه ولم يتبين لي أنه كلب إلا الآن ثم فك وثاق الخروف وأطلق سراحه وعاد إلى بيته باحثا عن خروفه، فأخذ اللصوص الخروف وأنصرفوا وهم يتهامسون في سرور وغبطة .!
هكذا تتم صناعة الرأي العام والإعلام المضلل ولا عزاء للمغفلين.