سينهض #الهلال .. ولن يفيق الشامتون!
ناصر الجديع
حين سقط الهلال أمام سيدني الأسترالي في 2014م على نهائي دوري أبطال آسيا بـفعل فاعل ظن الشامتون أنها النهاية، وردد الهلاليون: “فقل للشامتين بنا أفيقوا .. سيلقى الشامتون كما لقينا”، لكن “الزعيم” هو الذي أفاق سريعًا وعاد لـيجحفل الخصوم ويكتسح المنافسين محليًا، ويعود ليتواجد على نهائي القارة في أقل من ثلاثة أعوام، بينما ظل الشامتون في خيباتهم نائمين، ولم يستطيعوا أن يلحقوا به أو يحققوا ما حققه من نجاح، بل أصبحوا اليوم يتمنون أن يفشلوا كما يفشل الهلال، ذاك لأنهم يعلمون أن الفشل مقامات، وشتان ما بين خيل أصيلة تفشل في آخر الأمتار، وبين حصانٍ أعرج يسقط في أول السباق أو يعجز عن المشاركة فيه.
الهلال اليوم بطل جريح، والبطل لا تداوى جراحه إلا البطولات، ولا يداوي جراحه بانتظار فشل الآخرين، ولا يداري فشله بترقب سقوط غيره، لأن “الزعيم” ليس كغيره.
البطولة الآسيوية انتهت بخيرها وشرها، وعلى الهلاليين أن يطووا صفحتها مؤقتًا، وأن يلتفتوا من اليوم للاستحقاقات المقبلة بدءًا من مواجهة الأهلي المهمة مساء بعد غد الجمعة، وأقول مؤقتًا لأنِّي مؤمن أن طموح الهلاليين باستعادة اللقب الآسيوي لا يجب أن يتوقف، بل يجب أن يستمر، لأنه في نظري خير استفزاز ودافع وحافز للنادي الأزرق ورجاله لمواصلة تقوية الفريق وزيادة صلابته للمنافسة خارجيًا بعد أن تجاوز ببطولاته المتواصلة ورصيده البعيد عن أقرب منافسيه مرحلة أن يكون له منافس في الداخل، وأجزم أن توقف طموح الهلال آسيويًا أو السماح لليأس والإحباط أن يأخذا طريقهما لنفوس عشاقه هو أول خطوات العودة إلى الخلف، ومؤمن أنه بعد تصحيح بعض الأخطاء سيظل أقرب من غيره للقب الآسيوي، وأنَّ المسألة مسألة وقت، بشرط ألا يتراجع الهلاليون أو يحبطوا أو يسمحوا للشامتين في إحباطهم أو التشكيك في قدراتهم!.
أمَّا اليوم فعلى رجال “الزعيم” وعشاقه أن يلتفتوا لقادم الاستحقاقات، وأن ينهضوا بقوةٍ وسرعة لمواصلة العمل والركض نحو البطولات، فالبكاء على اللبن المسكوب لن يعيد لهم ما أضاعوه، بل سيضيع عليهم ما هم أحق بتحقيقه من بطولات مقبلة، والهلاليون وكما قال الأمير نواف بن سعد استوعبوا درس ما بعد نهائي سيدني، وجازمون على عدم تكرار ذات الخطأ، وهم أقدر اليوم على العودة بشكل أقوى ولملمة أوراق الفريق، أما الشامتون فلا نستطيع أن نقول لهم اليوم: “أفيقوا”، ولا أظن أنهم “سيلقون مالقي الهلال”، لأنهم يعلمون قبل غيرهم أنهم أقل وأصغر من أن يصلوا مواصيل زعيم القارة.
المصدر: الرياض