شارع الغرابي لإكسسوارات السيارات.. خالف كما تريد.. والوعد راس الشارع
يعد شارع الغرابي بالرياض من أكبر الأسواق المتخصصة في بيع أدوات ومستلزمات وإكسسوارات السيارات في الشرق الأوسط، واللافت للنظر في هذا الشارع أن هناك كثيرا من مواده مجهولة المصدر، ولا يتضح منها هل هي أصلية أم لا؟ وما قد يعرض السيارات لكثير من الحوادث الأليمة لا سمح الله.
هذا الشارع رغم تناول الإعلام له بمئات المقالات والتحقيقات والأخبار التي تكشف وترثي حاله، إلا أنه ما زال يعاني الإهمال والعشوائية وانتشار المخالفين والمتخلفين فيه، إضافة إلى تكدس واصطفاف السيارات فيه بطرق غير نظامية، ما يعيق انسيابية المرور في هذا الشارع، الذي لا تتعدى سعته 25 مترا، وقد تحول هذا الشارع لما يشبه الورش، فيتم في شوارعه الخلفية تفكيك السيارة وتشليح أجزائها، وقد لا تتم إزالتها وتركها أو ترك أجزائها؛ ما يعيق الحركة المرورية في تلك الشوارع.
الشباب والموضة
يتسابق بعض الشباب لتزيين سياراتهم وفق رغبات وأمزجة متباينة، تحكمها تقليعات وموضات يسيرونها وفق أهوائهم وأذواقهم، ما جعل محال زينة السيارات تلاحق تلك التقليعات والموضات، وتلبي احتياجاتها ونهمها الشديد، حتى لو تعارض ذلك مع المواصفات المطلوبة من شركات السيارات، أو حتى مع الذوق العام، طمعا في جني الأرباح من شباب لا يدركون أهمية ما يصرفونه من أموال على سياراتهم فترات وقتية، يزيلونها لاستبدالها بأخرى وهكذا، والرابح في ذلك محال إكسسوارت وأدوات الزينة.
وقد يكون هذا سر ما تشهده تجارة إكسسوارات وزينة السيارات من رواج وانتعاش كبير، في كل المواسم المختلفة.
ويطلق على شارع الغرابي “شارع الشباب والموضة”، فعشاق السيارات من هذه الفئة بالذات لا يفارقونه، ففيه كل جديد وغريب مما تنتجه أغلب شاركات السيارات من إكسسوارات الزينة، ما جعله نقطة التقاء لأفكارهم وأهوائهم، ومكان تنفيذها، فلك أن تتخيل كيف تدخل المركبة بشكل وتخرج بشكل آخر.
أحد الشباب يقول: أنا من مرتادي هذا الشارع باستمرار للبحث عن كل جديد في عالم زينة السيارات، ولكن ما يقلقني وغيري من الشباب أن أكثر البضائع هنا ليست أصلية بل مقلدة وتباع على أنها أصلية، ويضيف: رغم كثرة مجيئي إلى هنا إلا أنني لم ألحظ وجود رقابة صارمة خصوصا على الباعة الجائلين، الذين يغرون الشباب بقلة الأسعار لجذبهم، ولكن أغلب بضائعهم رديئة ولا تتم مراقبة جودتها، وبعضها يتنافي مع تعليمات شركات السيارات، وقد يتداخل بسببها ماركات سيارات على أخرى.
الممنوع مسموح
يشهد شارع الغربي وسط الرياض حركة تجارية كبيرة، حيث أغلب التعاملات فيه تختص بمستلزمات وإكسسوارات السيارات، وبعضها بضائع مجهولة المصدر من عمالة بعضها متجول، ويفتقر هذا الشارع لعين الرقيب، وفي هذا الشارع بالذات الممنوع مسموح، حيث يسمح بالترهيم والتضليل ورش المركبات والتعديل، ولا يأبه العاملون في المحال بتعليمات المرور بشأنها.
“الرياض” حاورت أحد الوافدين الذين يقومون بتظليل السيارات فكانت المفاجأة؛ حيث تقمص مندوب “الرياض” شخصية أحد الزبائن الذي يطلب تظليل سياراته بالكامل بشرط ألا يعرف المرور ذلك، ولا يتعرض للتوقيف داخل السوق، فوافق الوافد على أن يقوم بتظليل السيارة بالكامل وبأثقل أرقام التضليل “الكاتم” من دون علم المرور، وكشف الوافد للزبون عن سر ليتلافى ملاحقة المرور؛ حيث قال له “المرور لا يأتي إلا في أوقات معينة، ولا يمكن أن يأتي هنا، كما أنه بإمكانك بعدما نقوم بتظليل سيارتك أن تخرج من رأس الشارع شمالا، أم جهة الشارع من الجنوب، فيجب عليك تجنبها؛ لأن المرور غالبا ما يتمركز فيها، وهنا يبطل العجب حول السماح للتظليل داخل شارع الغرابي ويمنعه خارجه.
والتظليل الكامل يعد في أنظمة المرور مخالفة مرورية يعاقب عليها بما يصل إلى 900 ريال، ولكن العمالة الوافدة يقومون بمزاولة التظليل في أوقات معينة أو داخل الشوارع التي لا تشهد أي حركة خوفاً من الرقيب، ولعل غياب المرور يجعلهم يتمادون في ذلك، كما لا تتم معاقبتهم من قبل رجال المرور.
في هذا الشارع بالذات كل ممنوع في أنظمة المرور السلامة المرورية مرغوب ومسموح، بل يستطيع أصحاب المحال القيام بتنفيذ كل ما يطلب منهم، حتى لو اضطر الأمر إلى نقل وفك أجزاء من سيارة ذات موديل أو نوعية معينة على أخرى مغايرة.
غياب الرقيب
يلاحظ في هذا الشارع غياب الرقيب بوجه عام ودوريات المرور بصفة خاصة، التي من المفترض أن توجد وبشكل مكثف لتنظيمه، ولكن يلاحظ ظهورها في أماكن معينة، ما يجعل الأمر محيرا، ولا يعرف السبب، ولكن بعد زيارة “الرياض” لذا الشارع بطل العجب.
مع انتهاء إحدى الحملات التفتيشية التي تقوم بها وزارة التجارة والاستثمار، علق أحدهم في “تويتر” فقال مستهترا: بحمد الله انتهت الحملة التصحيحية وعاد الباعة المتجولون في #البطحاء لنشاطهم التجاري، ومضايقة المارّة، ومثلهم باعة تظليل السيارات في شارع الغرابي.
وهذا يدل على أن الحملات التصحيحية لا تؤتي ثمارها كما يجب؛ لأنها مكشوفة، أحد الشباب من رواد هذا الشارع يقول: رغم المخالفات التي يرتكبها بعض أصحاب محال إكسسوارات وزينة السيارات، إلا أن الرقابة كما يقول كأنها لا تصل إلى هذا الشارع، علما بأن الغش على المكشوف هنا، والمخالفون والمتخلفون كثر، كما أن غياب السعودة لافت، والعمالة المخالفة والمتخلفة تسيطر على جميع مفاصل السوق، وتدير كل المحال التجارية فيه من دون رقابة.
المصدر: الرياض