ضرورة التأهيل والدعم قبل سعودة ورش السيارات
أثبتت الاستراتيجية التي عملت ومازالت تعمل عليها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية نجاحها في توطين الكثير من المهن عقب تدريب وتأهيل الشباب السعودي ليحلوا في أكبر عدد من الوظائف المهنية، التي يشغلها وافدون.
ومن القرارات الإيجابية لهذه الاستراتيجية، توطين العديد من منافذ البيع وقصرها على السعوديين، ومن أهمها توطين محلات السيارات والدراجات النارية ومحلات قطع الغيار بشكل كامل ومعاقبة من لا يلتزمون بتوطينها، ولكن يبقى ما هو أهم وهو سعودة ورش السيارات التي تضم مئات الآلاف من الوافدين.
«الرياض التقت بعدد من الميكانيكيين السعوديين الذين عبروا عن معاناتهم بعدم دعم السعودة بالرغم من أهمية ذلك القطاع، فورش السيارات تعد من المشروعات الناجحة لندرة الورش المتخصصة والمعتمدة، يقابلها كثرة أعداد السيارات، التي تقدر بالملايين وتحتاج إلى صيانة مستمرة وتفتقر تلك الورش للسعودي المتخصص.
سيارات بالملايين
كشفت هيئة الإحصاء في تقريرها الخاص عن العام 2017 أن 3.3 ملايين أسرة سعودية تمتلك سيارات حسبما كشف تقرير المسح الإحصائي الخاص بالهيئة، وكشف التقرير أيضاً أن 65 % من الأسر تمتلك سيارة واحدة بينما 35 % تمتلك أكثر من سيارة، حيث بلغ عدد الأسر التي تمتلك سيارتين هو 767 ألف أسرة ما يعادل 23.3 % من إجمالي أسر السعودية بينما 0.9% من الأسر تمتلك 5 سيارات وفقط 1,271 أسرة تمتلك أكثر من 8 سيارات.
وكشف تقرير تم إعداده عام 2014 ارتفاع إجمالي عدد المركبات في المملكة بنهايته إلى أكثر من 17.54 مليون مركبة، أي بمعدل 80 سيارة لكل 100 فرد، وهذا العدد كان قبل السماح بقيادة المرأة، وقد يتضاعف العدد إلى النصف في وقتنا الحالي.
كما كشفت دراسة تحليلية أعدتها شركة Frost & Sullivan الأميركية المسؤولة عن الدراسات التسويقية أن السعودية ستكون هي المتصدرة بين دول الخليج في مجموع أعداد السيارات في 2020م..
تصنيف الورش
ووفق التقديرات المنظورة فإن سوق صيانة السيارات بالمملكة يحتاج لأعداد كبيرة من المتخصصين السعوديين وهناك الآلاف من الفرص الوظيفية التي تحتاج إلى تغطية من الأيدي الفنية السعودية.
والمفرح أن هناك جهوداً تبذل نحو هذا القطاع، فقبل أقل من عام تداولت وسائل الإعلام الكشف عن مشروع لـ «تصنيف ورش السيارات» من قبل الهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، بما فيها ورش ميكانيكا وكهرباء وإصلاح الزجاج السمكرة والدهان وإصلاح أعطال الإطارات، وهذا المشروع بالتأكيد أن نتائجه إيجابية والأمل أن تنجح جهودهما وأن تتوج بفرض سعودة ورش السيارات.
ويعد هذا المشروع يعد إحدى مبادرات التحول الوطني التي تهدف إلى تطوير البنى التحتية لورش إصلاح السيارات، من خلال جودة المعايير الأساسية لتصنيف الورش، ووضع برامج لتطوير العاملين في إصلاح السيارات.
وقد أثبتت الكثير من الشواهد أن ميكانيكي السيارات السعودي متى ماتم تدريبه وتطوير قدراته فسوف يتمكن من إدارة هذه الورش بكل اقتدار، فلا يعني فشله في الورش الخاصة التي يدريها الوافد أنه غير صالح لمثل هذا العمل.
تحقيق السعودة
المواطن أحمد الغامدي قادته هواية في حب ميكانيكا السيارات لأن ينخرط فيها عقب فشله في الحصول على وظيفة بالرغم من أنه خريج جامعي ويحمل شهادة في البرمجة، وقد بدأ عمله الشخصي في برمجة أنظمة السيارات الحديثة بدون ورشة، حيث أعلن عن استعداده في القيام بضبط برمجة بعض السيارات الحديثة فكسب ثقة عملائه، مؤكداً أن عملاءه كانوا في البداية لايثقون في إتقانه لعمله ولكن بعدما يقوم بالتمكن من إصلاح سياراتهم يعودون إليه مراراً، مؤكداً أن عمله يدر عليه دخلاً لابأس به.
وعن سؤاله هل يرى أهمية سعودة هذا القطاع قال: لما لا وأحد الوافدين في مدينة الرياض يصل دخله اليومي ما لا يقل عن 10 آلاف ريال لأنه متخصص في البرمجة وعملية (فيس لفت) وهي قلب السيارات موديل 2014 وما فوق ليحولها إلى 2018 من خلال تغيير العديد من القطع ويحتاج ذلك إلى متخصص في البرمجة.
ويضيف أن مثل هذه العملية لا تحتاج للكثير من الوقت، وتبلغ تكلفتها ما بين 50 ألف إلى 60 ألف ريال، حيث تحتوي برمجة وتركيب الأنوار من الموديلات 14-15-16-17 إلى 2018 وتحديث وبرمجة راديو وخرائط.
واختتم الغامدي حديثه بقوله أرجو أن أجد الدعم لتطوير قدراتي في هذا المجال للحصول على دورة خارجية لدراسة المزيد حول البرمجة للسيارات الحديثة.
إزالة العقبات
ويشدد من قابلتهم «الرياض» على أهمية إزالة العقبات أمام الشباب السعودي للعمل في هذا القطاع بعد تدريبهم وتأهيلهم تحفيز شركات السيارات بحصر التوظيف في بعض المهن عليهم، خصوصاً خريجي الكليات التقنية والمعهد السعودي الياباني وخريجي المعاهد الخاصة، وتهيئة المناخ العملي والأمان الوظيفي لهم ودعمهم فهم سواعد المستقبل، لأن سعودة هذا القطاع الاقتصادي الحيوي مهم جداً وتهدف الدولة رعاها الله إلى تحقيقه ضمن مبادراتها المتنوعة لأبناء الوطن الذين هم الأحق بالعمل من غيرهم.
حيث قال المواطن عبيد البيضاني الذي برع بتحويل الهواية إلى مشروع ورشة: كنت هاوياً وعقب تخرجي من المعهد الملكي للقوات البرية كميكانيكي أخذت دورات بالميكانيكا أهلتني لأن أتمكن من هذه المهنة، وأنا الآن أمارس هوايتي أيضاً خارج عملي وتدر علي دخلاً لا بأس به ولله الحمد، مضيفاً: السعودي قادر لإدارة قطاع الورش لأن لدينا ملايين السيارات التي تحتاج لصيانة مستمرة.
الدعم والمؤازرة
وعن العوائق التي تواجه الشباب السعودي للالتحاق في هذه المهنة المربحة قال البيضاني: إن رأس المال هو العائق والحاجة للتدريب والتأهيل ويرى سرعة سعودة هذا القطاع الاقتصادي المهم لأن بلادنا تضم ملايين السيارات التي تحتاج للصيانة المستمرة.
ويقول الحسين: إن الشباب السعودي يحتاج للدعم والمؤازرة لأنه جدي بإتقان هذه المهنة متى ما تهيأت له الظروف، وعن المعوقات قال: الميكانيكي السعودي يحتاج للتأهيل وثقة العميل، كما أنه يعاني من خجل العميل من الميكانيكي السعودي ما يجعله ينصرف عنه وخصوصاً في المفاصلة بالأسعار.
وعن سبب عدم نجاح السعودي في الورش الصغيرة قال: السعودي نجح في ورش وكالات السيارات وأخفق بالورش الصغيرة والسبب منافسة الوافد له فهو لا يستطيع أن يعمل براتب كراتب الوافد. ولابد من تعاون ملاك وأصحاب الورش لمساعدة الشباب السعودي وتوفير فرص العمل المناسبة لهم والصبر عليهم فهم الباقون وهم الأحق من غيرهم، والعمل على إزالة أي عقبات وحواجز أمامهم لينخرطوا توطين قطاع ورش السيارات بأنواعها.
المصدر: الرياض