اخبار كل الصحف

#كيف_تحول_الفشل_إلى_نجاح

حول العالم .. لماذا يجب أن تفشل أولاً؟

فهد عامر الأحمدي
لأسباب يصعب إحصاؤها.. لأنه مثلاً محاولة للتعلم.. ولأنه خطوة على الطريق.. ولأنه اختبار لوصفة النجاح.. ولأنه يعـد نجاحاً في حال تعلمت منه فعلاً..

الفكرة الرائعة تأتي في لحظة ولكن تطبيقها يتطلب آلاف المحاولات الفاشلة.. حين سأل أحد الصحفيين المخترع الأميركي أديسون: هل صحيح أنك فشلت عشرة آلاف مـرة في اختراع المصباح الكهربائي؟ أجابـه: لم أفشل، بل اكتشفت عشرة آلاف طريقة لا يعمل بها..

فـالفشل حالة متوقعة في أي عمل، ولكن الناجحين فقط هم الذين يستمرون حتى خط النهاية “ولولا المشقة لساد الناس كلهم”.. 99 % من البشر لا يحققون النجاح لأنهم توقفوا عند المحاولة رقـم 99 (وحين تتوقف عن المحاولة أضمن لك الفشل بنسبة 100 %)..

إن كنت في عمر الشباب فاعلم أن الفشل مبكراً يمنحك فرصة تحقيق النجاح قبل سن الأربعين.. يجعلك أكـثر خـبرة وإصراراً ويكشف لك مبكراً المعنى الحقيقي لقوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم}.. تأمل سير العظماء والعصاميين، لتكتشف أن بداياتهم الأولى تضمنت عدداً كبيراً من الفشل وخيبات الأمل.. لا تخدعك مكانتهم الحالية كوننا لا نرى من مسيرة حياتهم سوى النهاية السعيدة – فـيعتقد الجميع بإمكانية تقليدهم دون مشاكل.. الكتب التي تعدك بالنجاح والثراء هي في الغالب كتب مخادعة لا تجلب المال إلا لمؤلفيها.. صحيح أنها تستشهد بأثـرياء وناجحين معروفين (مثل بيل جيتس وستيف جوبر) ولكن تذكر أنه مقابل كل اسـم معروف هناك آلاف الأسماء التي لم تكمل مصباحها الكهربائي.. لا بديل عن الخبرة والتجربة والممارسة الفعـلية.. لا يمكن لأي كتاب أو نصيحة شفوية أن تنقل إليك الخبرة (وقوة العزيمة) الناجمة عن عشرات المحاولات الفاشلة التي اكتسبها “الناجحون” خلال حياتهم..
كتبت هذا المقال كي يغـير المجتمع نظرته وتعريفه للفشل.. كي تحاول أنت عشرة آلاف مرة قبل أن تستسلم.. كي لا تستمع لنصائح المثبطين ممن ينصحوك بعدم المحاولة.. لتدرك أن هناك فرقاً بين النصائح النظرية، والممارسات الفعلية التي تقربك خطوة خطوة من الهدف …
وقــد يقول قائـل: ولكن هناك أثـرياء وناجحين فعـلوها من أول مرة…؟
صحيح؛ ولكن النجاح “من أول مرة” حـالة استثنائية تشذ عن القاعدة ولا تتعلق بك غالباً..
نجاحك السريع يدعى (ضربة حظ) والثروة المفاجئة (لمجرد أن قلب والدك توقف عن العمل) قـدر يخصك وحدك.. وإن كنت واحداً من هؤلاء فأنت في الغالب تملك المال ولكنك لا تملك خبرة أو تجربة يستفيد منها (بقية الخلق).. لن تشعر بالرضا والاعتزاز مثل عصاميون صعدوا من الصفر، ولا تدرك أن السعي نحو الهدف (وليس امتلاك الهدف ذاته) هو ما يمنح حياتنا قـيمة ومعـنى…

المصدر – جريدة الرياض (بتصرف)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى