شاهد.. أول منزل بالشرق الأوسط يُبنى في 25 ساعة باستخدام طباعة ثلاثية الأبعاد
فتحت وزارة الإسكان المجال أمام وسائل الإعلام والجمهور لمشاهدة تجربة أول منزل في الشرق الأوسط باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تعد الأحدث من تقنيات الجيل الرابع لطرق البناء الحديثة؛ إذ تم بناؤه في 25 ساعة على يد 4 سعوديين وخبيرَيْن أجنبيَّيْن.
وتفصيلاً، تستطيع الطابعة بناء مختلف المساحات والأدوار بخليط الأسمنت السعودي نفسه المعروف بقوة صلابة 35 ميقا باسكال، لكنه ينشف خلال 6 ساعات، أي 360 دقيقة.
وجاء التصميم بأسلوب المنازل السعودية نفسه، مع متانة في عرض الجدار، ومواد سباكة وكهرباء داخل البناء، تتكيف مع المناخ.
ومن ناحيته، أكد المهندس مهاب محمد بنتن، المشرف على مبادرة تحفيز تقنية البناء بوزارة الإسكان، أن مثل هذه التجارب تهدف إلى مواكبة التكنولوجيا المتطورة في العالم، والعمل على احتضان هذه التطورات التقنية من أجل أن يكون لدينا دولة حاضنة لتقنية البناء. ويتم ذلك بالتعاون بين برنامج الإسكان مع برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية ونماء وحدة المحتوى المحلي.
وأوضح أن عملية البناء القائمة حاليًا تعتمد بشكل كبير على العنصر البشري “عامل البناء” باستخدام العمل اليدوي الذي سيختفي مع تقنية البناء الحديث التي تعتمد على عمل مبرمج، يتم من خلاله بناء الجدران والأسقف التي تحتوي على جميع التمديدات الكهربائية ومواسير السباكة شاملة عملية التلييس في الوقت نفسه دون الحاجة للعنصر البشري.
وأشار المشرف على مبادرة تحفيز تقنية البناء إلى أن “الإسكان” تحرص على أن تكون المباني المنفَّذة للأسر السعودية بأعلى التقنيات وأحدثها باستخدام تقنيات الجيلَيْن الثالث والرابع. مبينًا أن الوزارة بدأت في استخدام تلك التقنية في أكثر من 60 % من مشاريعها الآن. مشددًا على ضرورة فتح نافذة للمستقبل لحل مشاكل يمكن أن تظهر بعد 10 سنوات من الآن؛ وهو ما دعا إلى إجراء تجارب على ما يسمى بتقنية بناء الجيل الرابع كـ”طباعة المنزل”؛ الأمر الذي يتطلب أن تكون لدينا، والبدء في استكشافها، وعمل التجارب مع مجموعة من التقنيات، والاستفادة من مراكز الأبحاث والجامعات.
وأكد “بنتن” أن السعودية تملك قوة كبيرة من الكفاءات البشرية، سواء مهندسين أو معماريين أو في مجالات أخرى، يمكنهم الاستفادة من التطور العلمي في هذا المجال، ومواكبة مستجداته؛ إذ نسعى في مبادرة تحفيز وتقنية البناء بالتعاون مع شركائنا إلى توطين هذه التقنيات، وفتح المجال أمام الشباب السعوديين لتأهيلهم وتدريبهم على تشغيل هذه التقنيات والتميز فيها. موضحًا أن المكانة الاقتصادية الكبيرة للمملكة العربية السعودية تساعدها في أن تكون من الدول الرائدة عالميًّا في هذا المجال، ليس فقط لحل مشاكل السعودية بل لتكون مصدرًا لهذه التقنية لتقديمها للدول المجاورة.
وأضاف: جرى تدريب فريق سعودي على التقنية بعد جلبها من الخارج لعمل تجارب تكللت بالنجاح. مؤكدًا عزمهم على مواصلة إجراء تجارب أخرى بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث وبرنامج تطوير الصناعة وإنماء وحدة المحتوى المحلي؛ وذلك لعمل استكشافات أكثر، وحل ومعالجة المشاكل لما بعد خمس سنوات باستخدام التقنيات المعروفة، ورفع الطاقة الإنتاجية؛ وهو ما يساعد في الوصول إلى تلك التقنية بالتزامن مع الدول المتقدمة التي بدأت كذلك في عمل تجارب حية في بناء منزل أو مكتب استعدادًا للاستفادة منها في بناء مبانٍ مطبوعة حال نجاحها.
واختتم “بنتن” بقوله: “إن الوزارة تطمح لإجراء تجربة واحدة إلى 5 تجارب سنويًّا مع الشركاء، يتم بعدها قياس مدى قبولها من ناحية المسكن أو المباني الحكومية أو المساجد، وهذا ما سيتضح بعد الانتهاء من إجراء التجارب القادمة التي ستكشف لنا المستقبل”.
المصدر: سبق