اليوم.. السعودية تنطلق نحو المستقبل في “دافوس الصحراء”
الرياض
فريق التحرير
تواصل المملكة العربية السعودية السير نحو مستقبل واعد للمملكة والمنطقة، عندما تستضيف اليوم الثلاثاء، مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، بتخطيط من صندوق الاستثمارات العامة، وبصبغة عالمية، وبحضور العديد من رجال الأعمال ورواد الأعمال، والشخصيات البارزة من مختلف دول العالم.
ويأتي المؤتمر بجدول أعمال حافل، يشمل أكثر من 35 جلسة ونقاشات مفتوحة وورش عمل، إضافة إلى منتديات جانبية ينصبّ تركيزها على ثلاث ركائز أساسية، هي: الاستثمار في التحوّل، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية.
المملكة رقم صعب في الاقتصاد العالمي:
تستضيف المملكة هذا الحدث الكبير، وقد ظهر للعالم خلال الفترة الماضية أنها أصبحت رقمًا صعبًا في المعادلة الاقتصادية العالمية، لاسيّما بعد إطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار، التي سماها مراقبون بـ”دافوس الصحراء”، في 24 أكتوبر 2017، استضافها صندوق الاستثمارات السعودية العامة في الرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومشاركة أكثر من 4000 شخصية رائدة ومؤثرة في عالم الأعمال إضافة لـ 180 متحدثا، من أكثر من 60 دولة.
وتسعى المملكة في “دافوس الصحراء”، إلى سبر أغوار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الجديدة اللازمة لدفع عجلة التقدم، والاتجاهات الصاعدة التي يرجح أن يكون لها الأثر الأكبر في توجيه النمو، وكيف يمكن لقيادات القطاعين العام والخاص استغلالها لتحقيق النجاح.
ويأتي هذا فضلًا عن دراسة أحدث التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والبيانات الضخمة وشبكات التواصل الاجتماعي والعلوم الطبية والبنية التحتية الذكية، والتي بدأت تتكامل الآن بإعادة ابتكار المدن في القرن الحادي والعشرين، والتي تعد جزءًا أساسيًّا من رؤية “السعودية 2030”.
المملكة واجهة استثمارية رابحة
تأتي “مبادرة مستقبل الاستثمار” في هذا الوقت لتعكس الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030، إذ تمضي المملكة قدمًا في عقد مؤتمر “دافوس الصحراء” الاقتصادي العالمي، دون الالتفات للضغوط ولا الاستفزازات ولا الحملات الشرسة وعمليات الاستنزاف الإعلامي التي هدفت إلى إفشال المؤتمر، وإحاطته بهالة ضبابية من الاتهامات والشكوك.
كما يضع الحدث المملكة أمام العالم كأحد أهم الوجهات التجارية الرابحة والقادرة على تنويع مصادر اقتصادها، القائم على النفط، وتمهيد الطرق لمبادرات جديدة وعقود مستقبلية رابحة، وهو ما يؤكّده حضور عدد من الزعماء ورؤساء الدول، والوزراء، وسياسيين، ومديرين تنفيذيين من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، ورؤساء شركات عالمية، وشخصيات اقتصادية ورجال أعمال، تمثل ثقلًا اقتصاديًّا دوليًّا، متّفقين على أنَّ مشروعات التنمية في المملكة لن تتوقف، والمتغيبين عن المؤتمر سيفقدون فرص الاستثمار في بلد هو المحرك الرئيس لعجلة الحياة والصناعات في المجالات كافة.
محاور ساخنة في دافوس الصحراء
يناقش المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام في الفترة من 23- 25 أكتوبر الجاري، 40 جلسة حوارية يشارك بها أكثر من 180 متحدثًا من 90 دولة حول العالم، يمثلون 140 مؤسسة، فضلًا عن شراكات مع 17 مؤسسة عالمية.
وسيسلط برنامج المبادرة الضوء على:
دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو.
تعزيز الابتكار.
مواجهة التحدّيات العالمية.
مستقبل الاستثمار في المملكة والعالم.
الفرص الواعدة التي يشكلها الاقتصاد السعودي.
التقنية الغامرة، والتي يقصد بها التكنولوجيا الاستثنائية القادمة مستقبلًا، وكيف نضمن أن تكون مفيدة للمجتمع.
آخر مستجدات المشروعات الطموحة في المملكة والرامية إلى إنشاء منظومات اقتصادية جديدة وتحفيز التنمية، مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، والقدية.
مشاركة دولية واسعة
يشهد “دافوس الصحراء” مشاركة دولية واسعة؛ حيث تظهر أسماء لم تشارك في الدورة السابقة مثل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وشخصيات كان لها حضور لافت في العام الماضي، مثل مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، ورئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لشركة “تي بي جي” كابيتل ديفيد بوندرمان، والرئيس التنفيذي لشركة “جي بي مورغان تشيس” جيمي ديمون، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة “بلاك روك” لاري فينك، والمدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لمجموعة “إتش إس بي سي” القابضة جون فلينت، ووزير خزانة الولايات المتحدة الأمريكية ستيفن منوشين، فضلًا عن أكثر من 100 شخصية من أبرز قادة الأعمال والمبتكرين كمتحدثين في “دافوس الصحراء” هذا العام.
ويهدف المنتدى الاستثماري العالمي، الذي يأتي ضمن برنامج أطلقه صندوق الاستثمارات العامة السعودي لمناقشة دور الشركات، والحكومات، والمؤسسات العالمية في العمل معًا لتحقيق النمو والازدهار على المدى البعيد لجذب الاستثمارات ودخول رؤوس أموال جديدة، وتبادل الصفقات بين المستثمرين والشركات الكبيرة.
“دافوس الصحراء” مؤتمر الابتكار
يناقش المتحدثون مجموعة من الموضوعات الهامة، من خلال ثلاثة محاور رئيسة، هي:
الاستثمار في التحول.
التقنية كمصدر للفرص.
تطوير القدرات البشرية.
ويطرح المجتمعون في الرياض، عددًا من الأسئلة البارزة، من ضمنها:
كيف سيتمكن قادة الأعمال والحكومات من وضع رؤية مشتركة للمستقبل؟
إلى أي مدى ستسهم رؤوس الأموال الجريئة في تشكيل مستقبل الابتكار؟
كيف ستغير التقنية الغامرة من أسلوب حياتنا وأعمالنا، بالإضافة إلى طرق صنعنا للأشياء؟
ويمثل المنتدى أهمية للاقتصاد السعودي، والمنطقة، ويعتبر مؤثرًا على مستقبل الاقتصاد حول العالم، ويبرز كذلك الرغبة السعودية في السعي الحثيث لترسيخ مكانة المملكة العالمية، كما أنه يبين الطموح الكبير الذي يستهدف تعزيز مكانتها عبر رؤية المملكة 2030 لتتنافس مع أكثر الدول الاقتصادية.
ويُذكر أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه الحدث الأكبر في المنطقة والشرق الأوسط؛ بما يستضيفه من خبرات عالمية، بجانب إمكانية عقد شراكات استثمارية من خلال اكتشاف الفرص للإسهام في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد السعودي، والعالمي لعقود مقبلة.
المصدر: عاجل السعودية