جدل حول سلامة رواد ناسا

«عكاظ» (جدة)
تواجه وكالة ناسا الأمريكية تحديات غير مسبوقة في سباقها للعودة إلى القمر، وسط انتقادات حادة بأن الوكالة قد تكون مستعدة للمجازفة بحياة رواد الفضاء من أجل التفوق على الصين. فالميزانية الممزقة ونقص الكوادر بعد مغادرة آلاف الموظفين، إضافة إلى قيادة مثيرة للجدل، كلها عوامل جعلت المشروع القمري «أرتميس» يتعثر في مراحل حاسمة.
تصريحات القائم بأعمال مدير ناسا ووزير النقل الأمريكي بالوكالة شون دافي أثارت جدلاً واسعاً بعد أن قال في اجتماع داخلي: «أحياناً يمكن أن تكون السلامة عائقاً أمام التقدم». وهو تصريحٌ اعتبره كثيرون إشارة واضحة إلى أن الإدارة الحالية ترى في المخاطر جزءاً مقبولاً من السباق، حتى إن كلفت حياة بعض الرواد.
رغم مليارات الدولارات التي صُرفت على برنامج أرتميس، لا يزال المشروع يعاني من تأخيرات تقنية ومشكلات في أنظمته الرئيسية. وفي المقابل، تتحرك الصين بسرعة، حيث تختبر مركبات هبوط جديدة وتستعد لإطلاق رواد إلى سطح القمر بحلول عام 2030، بالتعاون مع روسيا على مشاريع مستقبلية تشمل محطة طاقة نووية قمرية.
يرى محللون أن الهالة التي أحاطت بوكالة ناسا خلال حقبة الحرب الباردة قد تلاشت، خصوصا مع صعود شركات الفضاء الخاصة مثل سبيس إكس التي استحوذت على الأضواء. كما أن خفض التمويل المخصص للأبحاث العلمية جعل الوكالة تعاني من فقدان مكانتها كرمز وطني ملهم.
بينما يرى البعض أن استكشاف الفضاء ضرورة لتطور البشرية، يعتقد آخرون أن الولايات المتحدة لم تحل بعد أزماتها الداخلية الكبرى، ولا يجب أن تجعل حياة روادها وقوداً لسباق سياسي جديد.
المصدر: عكاظ