قارات الأرض تفقد مياهها

تعاني العديد من الدول حول العالم من أزمة ندرة المياه، وتتفاقم تلك الأزمة مع تسارع التغيرات المناخية التي تسببت في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة في عام 2024.
أضف إلى ذلك الإفراط الشديد في استخدام المياه الجوفية وانخفاض موارد المياه العذبة وموجات الجفاف الشديدة، كل هذا يقود إلى تفاقم أزمة المياه العالمية.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة أريزونا دراسة للبحث في هذا الصدد، وخلصوا إلى أنّ قارات الأرض تجف بمعدلات غير مسبوقة، وقد ساهم التغير المناخي في ذلك، وكشفوا عن 4 مناطق تعاني من جفاف هائل، وهذا يهدد إمدادات المياه العذبة لمليارات البشر حول العالم. ونشر الباحثون دراستهم في دورية “ساينس أدفانسيز” (Science Advances) في 25 يوليو/تموز 2025.
استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 22 عامًا من بيانات تخزين المياه الأرضية من مهمات الأقمار الصناعية الأمريكية الألمانية، بهدف دراسة كيفية وأسباب تغير مخزون المياه الأرضي منذ عام 2002. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ مخزون المياه الأرضي يشمل جميع مياه الأرض والنباتات ورطوبة التربة والجليد والثلج والمياه الجوفية المخزنة في اليابسة.
لاحظ الباحثون أنّ كمية المياه التي نفقدها كبيرة؛ خاصة من الأنهار الجليدية والمياه الجوفية العميقة والتي كان من الممكن أن تُفيد البشر في الفترات الحرجة مثل الجفاف المطول أو ندرة المياه.
من جانب آخر، وجدوا أنّ فقدان المياه الجوفية وحده يساهم على ارتفاع مستوى سطح البحر أكثر من ذوبان الصفائح الجليدية، وإذا لم تُسن سياسات عالمية بشأن المياه؛ فقد نفقد موارد المياه العذبة؛ خاصة وأنّه يعيش نحو 75% من سكان العالم في 101 دولة حول العالم تعاني من ندرة المياه بالفعل.
وكشفت نتائج الدراسة أيضًا عن أنّ قارات الأرض قد شهدت فقدانًا غير مسبوق من المياه العذبة منذ عام 2002، وذلك بسبب التغيرات المناخية والاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية والجفاف الشديد. كما وجدوا أنه لأول مرة، هناك 68% من فقدان المياه على اليابسة ناتج عن المياه الجوفية، وهذا أكبر من مساهمة الصفائح الجليدية في جرينلاند والقطب الجنوبي مجتمعين.
المصدر: العين