اخبار كل الصحف

يوم لإحياء ذكرى ضحايا العبودية

شهدت البشرية أحد أبشع الفصول في تاريخها عندما امتدت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي من القرن الـ15 حتى أواخر القرن الـ19.

خلال تجارة الرقيق تم استعباد الملايين من النساء والرجال والأطفال، ونقلهم قسرًا من غرب أفريقيا إلى الأمريكتين.

هذه المأساة لم تكن مجرد استعباد جسدي، بل كانت أيضًا ترسيخًا لنظريات زائفة عن تفوق العرق الأبيض ودونية الآخرين، وهي أفكار لا تزال تلقي بظلالها على المجتمعات المعاصرة. إن فهم هذا الإرث أمر ضروري لمواجهة مظاهر التمييز العنصري والظلم المستمر بحق أحفاد المستعبدين في شتى أنحاء العالم.

لم يكن إقرار اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر الأطلسي مجرد مناسبة لاستحضار الماضي، بل هو دعوة للتحرك واتخاذ خطوات فعلية لمحو آثار هذه الجريمة من الحاضر. تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم رسميًا في عام 2007، ومنذ عام 2008، أصبح 25 مارس/آذار من كل عام مناسبة عالمية لاستذكار الضحايا وتسليط الضوء على ضرورة تحقيق العدالة والكرامة للأحفاد الذين لا يزالون يعانون من التهميش والتمييز.

لا يقتصر هذا اليوم على إحياء الذكرى، بل يحمل رسالة تعليمية تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وكشف الحقائق المسكوت عنها. فالأفارقة المستعبدون لم يكونوا مجرد أيادٍ عاملة، بل ساهموا بمهاراتهم ومعرفتهم في بناء اقتصادات وثقافات الدول التي تم استعبادهم فيها. كما لم يستسلموا لمصيرهم، بل خاضوا نضالات طويلة ضد العبودية، وصولًا إلى ثورات عظيمة كالثورة الهايتية التي أسست أول دولة مستقلة يقودها أحفاد المستعبدين عام 1804. تعمل الأمم المتحدة اليوم على إبراز هذه الحقائق من خلال برامجها التوعوية، مثل برنامج التواصل حول تجارة الرقيق والعبودية، ومشروع مسارات الشعوب المستعبدة التابع لليونسكو.

يعود اختيار هذا التاريخ إلى إقرار قانون إلغاء تجارة الرقيق في المملكة المتحدة في 25 مارس 1807، الذي حظر رسميًا جميع أشكال تجارة البشر من وإلى السواحل الأفريقية. ورغم أن هذا القانون كان خطوة محورية، إلا أن العبودية نفسها استمرت لعقود بعد ذلك، مما يعكس عمق التجذر الذي كانت تحظى به هذه الممارسة الظالمة، والحاجة المستمرة للنضال من أجل الحرية والكرامة.

المصدر: اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى