اكتشاف ظواهر غير مسبوقة على المريخ
على الرغم من أن كوكب المريخ معروف ببرودته وظروفه البيئية القاسية، إلا أن هناك جوانب رائعة لا يمكن تجاهلها.
في أحدث الاكتشافات، كشفت صور التقطتها كاميرا “HiRISE” التابعة لناسا عن مناظر طبيعية مدهشة على سطح المريخ، تكشف عن أنماط وظواهر غير مسبوقة لم يُشاهد مثلها على كوكب الأرض.
تظهر هذه الصور مناطق كثيفة مغطاة بجليد ثاني أكسيد الكربون في قطبي المريخ، حيث تتحول المادة المجمدة إلى غاز في فصل الربيع على الكوكب الأحمر، مما يؤدي إلى سلوكيات طبيعية غريبة. في المناطق القطبية، وعند ارتفاع درجات الحرارة، يتسبب تسامي جليد ثاني أكسيد الكربون إلى غاز يتراكم تحت الطبقات الجليدية، مما يخلق ضغطًا هائلًا داخلها.
هذا الضغط يؤدي إلى انفجارات غازية تصعد عبر نقاط ضعف في الجليد، مما يتسبب في انفجارات شبيهة بالنافورات تنشر مادة داكنة على سطح المريخ. بعض هذه الانفجارات قد تكون ضخمة، تصل مساحتها إلى 1 كيلومتر، وتندفع بسرعة تصل إلى 160 كم/ساعة.
من الظواهر المثيرة الأخرى التي تم اكتشافها على سطح المريخ هي ما يُعرف بـ “العناكب المريخية”، وهي تشكيلات تبدو كالعارض العنكبوتي، تظهر في الأماكن التي انطلقت منها الانفجارات الغازية. يتشكل هذا النمط نتيجة لتأثير تسامي ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب تآكل الجليد وانتشاره بشكل يشبه الأقدام أو الشعيرات.
يعتقد العلماء أن هذه التشكيلات هي نتيجة لتفاعل معقد بين درجات الحرارة، والضغط، والغازات المتصاعدة.
هذه الظواهر هي نتيجة لما يعرف بنموذج “كييفر”، الذي يشرح كيفية تكوّن هذه الأنماط في دراسات أُجريت عام 2006. وفقًا لهذا النموذج، فإن ارتفاع الضغط تحت طبقة جليدية شفافة من ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى رفع الجليد وانفجاره، مما ينتج عنه انفجارات غازية تنشر الغبار الرملي وتُكوّن البقع الداكنة على سطح الكوكب.
يُقر العلماء بأن هذه العمليات هي ظواهر فريدة في النظام الشمسي، ولا يوجد ما يعادلها على كوكب الأرض. وعلى الرغم من أن كوكب الأرض يظل لا مثيل له في جماله الطبيعي، إلا أن المريخ يستمر في مفاجأتنا بالعديد من الظواهر المدهشة والفريدة.
المصدر: اليوم