ابتكارات فضائية لدراسات طويلة الأمد
أثار إعلان أن رائدي الفضاء الأمريكيين باري ويلمور وسونيتا ويليامز قد يضطران للبقاء في الفضاء حتى عام 2025 الجدل حول مصيرهما.
بقاء رائدي الفضاء يرجع بسبب مشاكل تقنية في كبسولة “ستارلاينر” الجديدة التي أنتجتها شركة “بوينغ”.
كان من المفترض أن تستمر مهمة ويلمور وويليامز في محطة الفضاء الدولية لمدة أسبوع واحد فقط منذ وصولهما في يونيو/حزيران. ورغم نجاح المركبة الفضائية في الالتحام بمحطة الفضاء الدولية بعد إطلاقها من مركز كيب كانافيرال الفضائي بفلوريدا، فإن الرحلة واجهت مشكلات فنية منها تسرب الهيليوم وفشل المحركات في المحاولة الأولى للالتحام.
البقاء في الفضاء لفترة طويلة يفرض تحديات جسدية ونفسية كبيرة على رواد الفضاء. فعلى الرغم من أن محطة الفضاء الدولية مجهزة بتقنيات حديثة لدعم الحياة، فإن البيئة الفضائية تؤثر في صحة الإنسان بطرق متعددة.
يتعرّض رواد الفضاء لفقدان كتلة العضلات وانخفاض كثافة العظام بسبب الجاذبية المنخفضة، بالإضافة إلى التحديات النفسية الناتجة عن العزلة وبعدهم عن الأرض لفترة طويلة.
ولمواجهة هذه التحديات، ستعتمد ناسا على برنامج تدريبي مكثف، يتضمن تمارين رياضية يومية لتقليل تأثير الجاذبية المنخفضة، وبرامج دعم نفسي لضمان الصحة العقلية لرواد الفضاء.
بالإضافة إلى ذلك، ستجري ناسا دراسات مستمرة على تأثير البيئة الفضائية على جسم الإنسان، مما سيسهم في تطوير تقنيات علاجية جديدة.
لتأمين البقاء الطويل في الفضاء، ستستخدم ناسا مجموعة من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك أنظمة إعادة تدوير المياه والهواء، والتي تتيح لرواد الفضاء البقاء لفترات أطول مع استخدام محدود للموارد.
كما ستعتمد المهمة على تقنيات الزراعة الفضائية لزراعة الغذاء الطازج على متن المحطة، مما يقلل من الحاجة إلى إرسال إمدادات غذائية من الأرض.
ومن أبرز الابتكارات التي سيتم اختبارها خلال هذه المهمة، أنظمة دعم الحياة المتقدمة التي يمكن أن تكون حاسمة في المهام المستقبلية إلى القمر والمريخ.
ستسمح هذه الأنظمة بمحاكاة الظروف البيئية المختلفة ودراسة تأثيرها على صحة الإنسان، مما يوفر بيانات حيوية لتخطيط الرحلات الطويلة.
المصدر: الشرق