منحت الحكومة الأسترالية الموافقات البيئية لمشروع بناء محطة طاقة شمسية ضخمة شمال البلاد، تقول إنها الأضخم من نوعها في العالم، لتقلل من هيمنة الفحم الذي تعتمد عليه بشدة في التوليد والتصدير.
وأستراليا هي واحدة من أكبر الدول المصدّرة للفحم في العالم، وقد شكل الفحم 47% من استهلاك البلاد من الكهرباء في عام 2022.
وقد جعل هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري تاريخيًا أستراليا واحدة من أسوأ الدول المسببة للغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي على أساس نصيب الفرد.
ومع ذلك، تتضرّر أستراليا من تداعيات التغيّر المناخي، إذ تشهد موجات حر شديدة وفيضانات وحرائق غابات.
وعلى الرغم من أنّ الأستراليين هم من بين أكثر الشعوب العالم حماسة لتركيب ألواح شمسية منزلية، إلا أنّ الحكومات المتعاقبة كانت بطيئة في تبنّي مصادر الطاقة المتجددة.
خطة طموحة
تستهدف الخطة الطموحة لبناء مزرعة شمسية ضخمة في شمال أستراليا النائي، أيضا تصدير الكهرباء المولدة عن طريق كابل بحري إلى سنغافورة، حسب “أسوشيتد برس”.
وتبلغ تكلفة المشروع 30 مليار دولار أسترالي (19 مليار دولار).
طفرة طاقة شمسية في أستراليا
وتخطط شركة Sun Cable (معناها بالعربية كابل الشمس) الأسترالية لبناء مزرعة شمسية تبلغ مساحتها 12400 هكتار ونقل الكهرباء إلى مدينة داروين في شمال أستراليا عبر خط نقل علوي بطول 800 كيلومتر، ثم إلى عملاء (أغلبهم صناعيون) في سنغافورة من خلال كابل بحري بطول 4300 كيلومتر.
قوة عظمى في الطاقة المتجددة
ويهدف مشروع Australia-Asia PowerLink إلى إنتاج ما يصل إلى 6 غيغاواط من الكهرباء الخضراء كل عام، والتي وفقًا لوزيرة البيئة الأسترالية تانيا بليبرسك “ستساعد في تحويل أستراليا إلى قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة” وتعزيز اقتصادها.
وسيوفّر المشروع 4 غيغاواط في الساعة ستخصص للاستخدام المنزلي (تكفي لتشغيل 3 ملايين منزل) كما سيوفّر 2 غيغاواط في الساعة سيتم تصديرها إلى سنغافورة عبر كابل بحري.
وقالت بليبرسك في بيان: “هذا المشروع الضخم هو جزء من البنية التحتية التي ترسم المستقبل.. سنكون أكبر منطقة للطاقة الشمسية في العالم”.
دعم من القطاع الخاص
ولطالما كان المشروع مدعومًا من قطب التعدين الأسترالي أندرو فورست والمؤسس المشارك لشركة أطلسيان مايك كانون بروكس.
وتم تسليط الضوء على الخطط خلال زيارة رسمية قام بها رئيس وزراء سنغافورة آنذاك لي هسين لونج ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز كجزء من اتفاقية “الاقتصاد الأخضر” في عام 2022.
وقال المدير الإداري لشركة SunCable كاميرون جارنسورثي إن الشركة تركز جهودها الآن على المرحلة التالية من التخطيط لدفع المشروع نحو قرار الاستثمار النهائي المستهدف بحلول عام 2027.
وقالت الشركة إن إمدادات الكهرباء ستبدأ في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين (عقب 2030).
المصدر: العين
