اخبار كل الصحف

دوران الأرض يتباطأ بشكل فريد

كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من علماء الجيولوجيا من مؤسسات متعددة بالصين، عن أدلة رائعة على أن دوران الأرض كان يتباطأ في نمط فريد يشبه السلم على مدار الـ 650 مليون سنة الماضية، وأدى ذلك إلى زيادة ساعتين في طول اليوم خلال بعض الفترات.

وقد حللت الدراسة، التي نُشرت في “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”، عينات من الرواسب تمتد لأكثر من نصف مليار عام، مما يوفر رؤى جديدة حول كيفية تغير دوران الأرض بمرور الوقت.

ولتقريب ما توصل له الباحثون، تخيل دوران الأرض على أنه دوامة عملاقة تدور في ملعب، فبدلاً من التباطؤ بسلاسة، كانت الدوامة تفقد سرعتها على مراحل، مع فترات من الدوران الثابت بينهما، وقد تم تحديد هذه “التباطؤات” وفترات الاستقرار من خلال تحليل 8 مجموعات بيانات جيولوجية، والتي تعمل كعلامات تتبع لتاريخ دوران الأرض.

ومن المثير للاهتمام أن اثنتين من هذه الفترات المستقرة تتزامن مع أحداث رئيسية في تاريخ الأرض، الأول يتوافق مع الانفجار الكامبري – منذ حوالي 540 مليون سنة – عندما تنوعت الحياة على الأرض بسرعة، والثاني يتوافق مع أكبر انقراض جماعي معروف منذ حوالي 250 مليون سنة، والذي اختفت خلاله معظم الأنواع على الأرض، وتشير هذه النتائج إلى أن استقرار دوران الأرض ربما لعب دورا في هذه المعالم التطورية المهمة.

وكشفت الدراسة عن أن قوى المد والجزر، الناجمة في المقام الأول عن جاذبية القمر، كانت العامل الرئيسي في إبطاء دوران الأرض.

وخلال الفترة المدروسة، كان القمر على بعد حوالي 20000 كيلومتر من الأرض مما هو عليه اليوم، مما أدى إلى أيام أطول، حوالي 2.2 ساعة أطول من يومنا الحالي المكون من 24 ساعة.

ويقول تشاو ما من معهد الجيولوجيا الرسوبية بجامعة تشنغدو للتكنولوجيا بالصين، والباحث الرئيسي بالدراسة: “تشير نتائجنا إلى أن تاريخ دوران الأرض أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد سابقًا، وربما كانت لهذه الفترات من التباطؤ والاستقرار تأثيرات كبيرة على التاريخ البيئي والبيولوجي للكوكب”.

ويخطط فريق البحث لمواصلة استكشاف الروابط بين التغيرات في دوران الأرض والأحداث البيئية الكبرى، على أمل الكشف عن المزيد من الأدلة حول كيفية تشكيل دوران الكوكب للعالم الذي نعرفه اليوم.

المصدر: عاجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى