اخبار كل الصحف

التعامل مع التفكير المفرط

لا يمكن للتجربة الإنسانية أن تكتمل دون التفكير المفرط من أجل الوصول لقرار أو تحليل موقف، ولكن عدم التحكم فيه قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب، فكيف يمكن علاجه؟

التفكير الزائد Overthinking يشمل التفكير في موقف أو موضوع معين بصورة زائدة عن الحد، والاستغراق في تحليله وفهم دوافعه لفترة من الزمن، وقد يكون في صورة استرجاع أحداث من الماضي أو تأنيب النفس على موقف معين، وتعمل الأفكار المتقبلة المفرطة على الشعور بالإرهاق والقلق ويؤثر التفكير على ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، وغالبا ما يكون شائعا لدى مَنْ يعانون من آلام أو أمراض مزمنة.

أسباب التفكير المفرط:
يعتبر التفكير الزائد من أشكال عدم استقرار الصحة النفسية والعقلية، لتأثيره على القدرة على اتخاذ القرارات وجودة الحياة نفسها، فهو لا يُعدُ حالة نفسية صحية أو إحدى مشكلات الصحة العقلية، بل يأتي التفكير المفرط مرتبطا بحالات الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل والنوم، وكذلك اضطراب الوسواس القهري.

وللتفكير المفرط شكلان، إما أن يكون تذكر لأحداث مضت ومحاولة التفكير فيها وتحليلها، وتأنيب النفس والندم، أو أن يكون التفكير في المستقبل والخوف منه، وتغلب السلبية على التفكير الزائد، فهو دوما متشائم ومزعج ويضع أسوأ السيناريوهات.

ويظهر التفكير المفرط بسبب:

الخوف:
يميل أشخاص إلى الاستغراق في التفكير السلبي وتوقع الأسوأ من الأحداث اليومية العادية، فيقعون ضحية التأكل في المواقف ونتائجها، وتحليل الحداث وشكل المستقبل والتنبؤ دوما أن القادم يبدو أكثر قتامة بسبب شعور الخوف وعدم اليقين، ويفقد الشخص القدرة على التركيز على النتائج والأمور الإيجابية.

التعرض للصدمات:
عندما يتعرض الفرد لصدمة نفسية غير متوقعة، مثل فقدان عزيز، أو مشاهدة حادث أليم، أو إساءة المعاملة والعنف في الطفولة، يصبح أكثر عرضة للتفكير المفرط والأفكار الهوسية التي تسيطر عليه، وتجعله في حالة تأهب لأي خطر .

المثالية:
الباحثون عن الكمال يرهقون أنفسهم بالتفكير والتحليل للمواقف والأخطاء التي ارتكيوها ويحاولون السيطرة على أنفسهم وحياتهم ويتلافون الأخطاء التي قد تحدث، مما يجعلهم في معاناة مع الأفكار المزعجة التي لا تنتهي، وينتابهم القلق الدائم بسبب تصورات الآخرين وأحكامهم.

الاضطرابات النفسية والشخصية:
من الممكن أن يكون التفكير الزائد صورة للمعاناة مع اضطرابات الهلع ونوبات القلق، وعدم القدرة على السيطرة على الأفكار السلبية الناتجة عن اضطرابات الشخصية أو لإصابة بالاكتئاب والوسواس القهري.

التجارب الحياتية:
في بعض الأحيان، تبدو تجارب الحياة وضغوطها غير محتملة، ويصعب التعامل معها، مما يزيد القلق ويجعل الشخص مُغرق في التفكير والتحليل محاولة منه للوصول إلى الحل أو الطريقة التي يمكن أن تخفف عنه الصعوبات التي يعيشها.

المصدر: العين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى