حقيقة صادمة.. تغذية تحسين الأداء الجنسى مجرد موروثات اجتماعية ما أنزل الله بها من سلطان قد تضر أكثر مما تنفع
فجرت أستاذة الطب الشرعي بجامعة القاهرة، الدكتورة هبه قطب، حقيقة صادمة حول كثير من الأفكار الخاطئة عن التغذية، وخاصة فى يوم الزفاف أو الأيام القليلة التى تليه.. فهناك من ينصح العريس بأن يأكل الكوارع، أو الحمام المحشى، أو الجمبرى والاستاكوزا، وحبذا لو وضعنا بعض العطارة الخاصة بمسألة تحسين الأداء الجنسى، ولكن أريد أن أعلن من هذا المنبر أن كل ذلك لا يرقى إلى المعلومات العلمية على الإطلاق، ولكنها مجرد موروثات اجتماعية وثقافية ما أنزل الله بها من سلطان، وأنى أزعم أنها تضر أكثر مما تفيد..
فمثلاً الكوارع والحمام يحويان كميات كبيرة من الدهون، والتى تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين فى الهضم، وعلى ذلك تستلزمان استقطاب جزء كبير من الدورة الدموية إلى الجهاز الهضمى للعمل على هضمها، مما يصيب بقوة وظائف الجسم ومنها “الوظيفة الجنسية” بالخمول وانخفاض النشاط.
أما عن الجمبرى والاستاكوزا فهما غنيان بشدة بالكولسترول، وهو من أنواع الدهون أيضاً، ويؤثر على الأوعية الدموية فى المقام الأول، وما الوظيفة الجنسية إلا اتساع فى الأوعية الدموية وتدفق الدم بداخلها ولذلك لا ينصح بهما.
إذاً ماذا يفيد من الطعام فى هذا الصدد؟
الإجابة سهلة جداً.. الأطعمة الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والفقيرة فى الدهون والدسامة، والمحتوية على نسب بسيطة من السكريات والنشويات، وأبسط مثال على ذلك هو لحوم الأسماك، ومعها بعض الخضر والفاكهة الطازجة.. فدائماً ما يذهب عن ذهننا أن الوظيفة الجنسية من شهوة إلى رغبة إلى أداء هى جزء لا يتجزأ من الإنسان ذاته، وهى مثلها مثل الغرائز الأخرى مثل الجوع والعطش والنوم، وعلى ذلك فإنها تلح على الشخص بطبيعة الحال، وكلما زاد تركيز الإنسان فى أنه محروم من هذه الغريزة أو تلك زاد إحساسه بالحرمان منها، ثم يدخل إلى دائرة مفرغة من شعور بالحرمان لعدم وجود طريق تصريف مشروع لهذه الشهوة، فيبحث عن طريق غير مشروع مثل الأفلام والمواقع الإباحية، أو الصور والكتب الجنسية، أو حتى مجرد الاشتراك فى أحاديث جنسية مع الأقران ممن لهم نفس الظروف.
وحين يستعجل الإنسان الأمور، يبدأ “المصاب بهذا الشعور” فى البحث عن مخرج يتيح له الخلاص من هذه الحلقة التى لا نهاية لها، فيتجه آنذاك تفكيره إلى اللجوء إلى المستحضرات الصيدلية الخارجية أو إلى الوصفات الخاصة بالطب الشعبى، أو العطارة أو الأكلات التى تساعدهم على نقصان هذا الاحتياج لديهم، ولكن يؤسفنى أن أوضح أنه لا يوجد أكلات تقلل الإحساس بغلبة الشهوة الجنسية، ما دامت العوامل المحفزة الأولية موجودة وقائمة، مثل الانخراط فى التفكير والخيالات الجنسية وأحلام اليقظة.
أما بالنسبة للأغذية أو البهارات التى يقال عنها إنها تزيد الشهوة أو الرغبة الجنسية، فبعضها وظيفته أن يزيد تدفق الدم داخل الجسم بشكل عام، والمناطق الدقيقة منه بشكل خاص، مثل تلك المناطق التى فى الجهاز العصبى والأعضاء الجنسية، ولكن هناك زر التشغيل الأولى للموضوع برمته وهو الميل الجنسى أو الرغبة المركزية التى تأتى من الجهاز العصبى، أما إذا كان الإنسان غير راغب جنسياً فى ذلك الشريك فى العلاقة الجنسية (الزوج أو الزوجة) فلا الأكلات ولا الأعشاب ولا حتى الأدوية التى يطلق عليها المنشطات الجنسية تستطيع أن تعمل بدون إشارة البدء هذه.
ولكن بشكل عام فإن الأغذية التى تحتوى على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة هى الأغذية الصحية للجسم عموماً بما فيه الأعضاء الجنسية، كما أن أداء الرياضة البدنية بشكل منتظم وإن كان لمدد قصيرة، يساهم كثيراً فى الاحتفاظ بالكفاءة الجنسية، حيث إن المضخة الدموية بشكل عام تكون بصحة جيدة، وعلى ذلك يظل الانتصاب بصحة جيدة.
المصدر: اليوم السابع – بتصرف