#الفطريات_مستقبل_الغذاء_والدواء
الفطريات مستقبل الغذاء والدواء
صحيفة كل الصحف – راشد عثمان
أكد الباحثان د. باسم محمد عبد الله و د. إيناس محمد علي، أنه مع الزيادة السكانية المطردة، فإن الدول العربية تواجه تحديات في نقص الموارد الغذائية.
لذا فقد خلص المخططون للسياسة الغذائية في العالم إلى الاهتمام بزراعة الفطريات كبدائل للبروتين الحيواني مثل فطر عيش الغراب وفطر الكمأة (الفقع)، حيث لا تحتاج مثل هذه الأنواع إلى مساحات كبيرة من الأراضي، علاوة على قلة تكاليف استزراعها وقيمتها الغذائية والطبية العالية.
ويشيران إلى أنه قد اشارت العديد من الدراسات إلى أن حجم التعامل التجاري العالمي في عيش الغراب وصل إلى كثر من 30 مليار دولار، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول العربية متأخرة في زراعته وإنتاجه.
وأطلق العلماء قديمًا على فطر عيش الغراب غذاء الملوك، لما يحتويه من غذاء عالي القيمة ومنخفض السعرات الحرارية، وتأتي قيمته أيضًا في احتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية والضرورية لجسم الإنسان، والنسبة المرتفعة من فيتامين ب المركب وحمض الاسكوربيك وفيتامين سي، بالإضافة إلى أن هذه الفيتامينات لا تتحلل ولا تفسد عادة بالطبخ أو الحفظ، كما يتميز عيش الغراب بأنه أغنى من اللحم البقري بمحتواه من الأملاح المعدنية والبوتاسيوم والنحاس والكالسيوم والفوسفور والحديد، علاوة على ذلك فإن الأحماض الأمينية التي يحتويها لا تتوفر أغلبها في البروتين النباتي، ما جعل ثمار عيش الغراب من الأغذية المتكاملة، ولذلك أطلق عليه أيضا اسم اللحم النباتي أو لحم الفقير. تكمن ايضا أهمية عيش الغراب في احتوائه على الأحماض الدهنية التي تكون في صورة سيترولات التي تؤخر امتصاص الكوليسترول، ولذلك فإن التغذية على عيش الغراب تحد من امتصاص الكوليسترول، وتمنع تراكمه في الكبد وبالتالي تمنع تصلب الشرايين. ويعتبر فطر الفقع “الكمأة” هبة من الله للإنسان يأتي إليه من دون زرع أو حصد في مواسم هطول الأمطار وخاصة المصحوبة بالبرق والرعد. الكمأة لذيذة الطعم ولها رائحة عطرية يمكن تناولها نيئة أو مطهوة وتستخدم كبديل للحوم في العديد من الوجبات لأنها غنية بالبروتين ولا تحتوي على الدهون.
كما تستخدم في الطب الشعبي لعلاج العديد من الأمراض. يحتوي الفقع أيضا على العديد من المعادن مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم، كما تحتوي على فيتامين “ب1، ب2” وهي غنية بفيتامين أ.
كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن. وتستخدم الكمأه كعلاج لهشاشة الأظافر وعدم سرعة تكسرها أو تقصفها، وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية وثبت أن ماء الفقع يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما (الرمد الحبيبي) وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف وعليه فإن الكمأة تستعمل على نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.ا
وعبر الباحثان عن الشكر والعرفان لمنحة بنك البلاد للأمن الغذائي-عمادة البحث العلمي- وكالة الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا بجامعة الملك فيصل- الاحساء- منحة رقم 8.