الدوحة عزفت للعالم بلغة الانضباط والثقافة

صحيفة كل الصحف – راشد العثمان
في مشهدٍ تتلاقى فيه الموسيقى مع الانضباط، والثقافة مع الرسالة، جسّدت دولة قطر من خلال مهرجان الدوحة الدولي للموسيقى والمشاة 2025 رؤيتها في توظيف الفنون الاستعراضية كأداة فاعلة للتواصل الحضاري وتعزيز الحضور الثقافي على الساحة الدولية. لم يكن المهرجان مجرد عروض موسيقية، بل منصة إنسانية وثقافية حملت رسالة قطر إلى العالم بلغة يفهمها الجميع: الفن، النظام، والاحترام المتبادل.
واستضاف مهرجان الدوحة الدولي للموسيقى والمشاة (Doha Tattoo) عرضًا فنيًا خاصًا بمناسبة اليوم الوطني القطري، وذلك يوم 18 ديسمبر من الساعة 4:30 مساءً حتى 6:30 مساءً في مشيرب قلب الدوحة. ويقدّم العرض مزيجًا من العروض الموسيقية والاستعراضية التي تعكس روح الاحتفال والهوية الوطنية، ضمن أجواء ثقافية مفتوحة للجمهور في قلب العاصمة القطرية الدوحة.
ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق الفعاليات في الحي الثقافي كتارا، بدت الصورة واضحة. تنظيم دقيق، وحضور دولي رفيع، وتنوع ثقافي يعكس قدرة قطر على جمع الشعوب تحت مظلة واحدة.
لقد نجحت دولة قطر في استقطاب فرق موسيقية ومشاة عسكرية من دول مختلفة، قدمت عروضاً متناسقة جمعت بين الإرث الوطني لكل دولة والبعد الاستعراضي الحديث، في مشهد يعكس قيمة التعدد والانسجام.
وجاءت مشاركة الفرق القطرية لتؤكد جانباً آخر من الجهود الوطنية، حيث قدمت فرق وزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي “لخويا” و”الحرس الأميري”عروضاً عكست مستوى الاحتراف العالي والانضباط المؤسسي، ورسّخت صورة رجل الأمن القطري بوصفه حارساً للأمن وسفيراً للقيم والثقافة في آن واحد.
وهذه المشاركات لم تكن استعراض قوة، بقدر ما كانت رسالة طمأنة، مفادها أن الأمن في قطر يقوم على الكفاءة والإنسانية معاً.
وعكس المهرجان، في جوهره، رؤية قطر في الاستثمار بالثقافة كرافد من روافد القوة الناعمة، حيث استطاعت من خلال حدث نوعي أن تفتح نافذة حوار فني بين الشعوب، وتقدّم نموذجاً لكيفية توظيف الفعاليات الكبرى في تعزيز السياحة الثقافية وترسيخ صورة الدولة كمركز عالمي للفعاليات الدولية.
وشملت الفرق المشاركة بالإضافة إلى دولة قطر المستضيفة، فرق من سلطنة عمان، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية التركية وجمهورية كازاخستان، اجتمعوا على أرض الدوحة وعلى ضفاف الخليج في ساحة أرض الثقافة والإبداع الحي الثقافي «كتارا» يعزفون مقطوعات موسيقية مستوحاة من تقاليد التاتو العالمية، احتفاء بالإيقاع والثقافة والوحدة في أجواء تعزز روح التبادل الثقافي وتحيي التقاليد العسكرية العريقة في أجواء تشع منها مشاعر الدفء والسلام والأمن والأمان كعادة كل الفعاليات التي تحتضنها الدوحة.
وبين تفاعل الجماهير، وتنوّع العروض، ودقة التنظيم، أكد مهرجان الدوحة الدولي للموسيقى والمشاة 2025 أن قطر لا تستضيف الفعاليات فحسب، بل تصنعها برؤية متكاملة، تجمع بين التخطيط المحكم، والرسالة الثقافية، والحضور الإنساني، لتواصل بذلك ترسيخ مكانتها كدولة تؤمن بأن الفن لغة عالمية، وأن الثقافة جسر دائم للتقارب والسلام.
وفي الختام قدمت الفرق الموسيقية العسكرية المشاركة عروضا مبهرة نالت استحسان الحضور، بمشاركة فرق من دولة قطر إلى جانب فرق من عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
في أجواء عكست روح التبادل الثقافي وتنوع التجارب، ضمن لوحات فنية ذات طابع عسكري منظم.



