سوق واقف .. قلب الاحتفالات

سوق واقف جمع بين فرحة كأس العرب بروح اليوم الوطني القطري
صحيفة كل الصحف – راشد العثمان
في قلب الدوحة، حيث تتقاطع الأزقة الحجرية مع ذاكرة المكان، كان سوق واقف أكثر من مجرد معلم تراثي خلال أيام كأس العرب واحتفالات اليوم الوطني القطري؛ كان مسرحًا مفتوحًا للمشاعر، وواجهة حيّة تعكس قدرة قطر على تحويل المناسبات الكبرى إلى مشاهد إنسانية نابضة بالحياة.
فمنذ الساعات الأولى للمساء، بدأت ملامح الاحتفال تتشكّل في السوق الشهير “سوق واقف”.

جماهير عربية من مختلف الجنسيات، يرتدون ألوان منتخباتهم، اختلطوا بالعائلات القطرية والزوار، في مشهد يختصر معنى الوحدة العربية والفرح المشترك.
لم تكن كرة القدم حاضرة فقط في الشاشات، بل في الأحاديث، والضحكات، والهتافات التي ترددت بين الممرات القديمة في سوق واقف.

وخلال منافسات كأس العرب، تحوّل “سوق واقف” إلى محطة رئيسية للجماهير قبل وبعد المباريات.
المقاهي الشعبية امتلأت بالمشجعين، والمطاعم قدّمت نكهاتها التراثية وسط أجواء حماسية، فيما كانت الفنون الشعبية والعروض العفوية تضيف بُعدًا ثقافيًا جعل التجربة مختلفة عن أي احتفال رياضي تقليدي. هنا، لم يكن المشجع مجرد متابع، بل جزء من قصة تُكتب في الشارع، وتُروى بلغات ولهجات متعددة.

ومع تزامن البطولة مع اليوم الوطني القطري، ازدادت الصورة اكتمالًا.
فالأعلام القطرية زُيّنت بها واجهات السوق، والعروض التراثية حضرت لتذكّر الزوار بجذور الدولة وتاريخها. امتزجت الأهازيج الوطنية مع فرحة الفوز الرياضي، في مشهد يعكس كيف ترى قطر الرياضة امتدادًا للهوية، لا حدثًا منفصلًا عنها.

السوق، الذي طالما عُرف بكونه ذاكرة الدوحة القديمة، أثبت مجددًا أنه قادر على مواكبة اللحظة الحديثة دون أن يفقد روحه.
فبين حجره العتيق وأضوائه الدافئة، تجسدت صورة قطر المنفتحة على العالم، والمتمسكة في الوقت ذاته بتراثها وثقافتها.

لم يكن سوق واقف خلال هذه الأيام مجرد وجهة للزوار، بل مساحة للتلاقي، ورسالة صامتة بأن الفعاليات الكبرى لا تُقاس فقط بحجم التنظيم، بل بقدرتها على خلق لحظات إنسانية صادقة. وهنا، بين كأس العرب واليوم الوطني، نجح السوق في أن يكون قلب الاحتفال، ولسان الفرح، ومرآة لهوية قطر التي تحتفي بالعالم دون أن تنسى نفسها.



