زيارة قطر… وبشت التاريخ


صحيفة كل الصحف – راشد العثمان
في زيارة تحمل أبعادًا ثقافية ورمزية عميقة، حظينا خلال زيارتنا لدولة قطر الشقيقة بفرصة التوقف عند أحد أكثر المشاهد رسوخًا في ذاكرة كأس العالم 2022؛ ففي محل لحياكة البشوت الخليجية في “سوق واقف الشهير” استوقفنا “بشت الأيقونة” الذي ألبسه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله، للنجم العالمي ليونيل ميسي عقب تتويج الأرجنتين بلقبها التاريخي.
وهذه الزيارة لم تكن مجرد مرور على قطعة معروضة، بل رحلة في سردية قطرية معاصرة، حيث تتحول اللحظة الرياضية إلى وثيقة ثقافية تعبّر عن الهوية، والكرم، والرسائل الحضارية التي حملها ذلك المشهد إلى العالم.
فالبشت، يعد صفته ورمزًا عربيًا أصيلًا، تجاوز في تلك اللحظة كونه لباسًا تقليديًا ليصبح جسرًا بصريًا بين الإرث الخليجي والمنجز الرياضي العالمي.
ووضع البشت في إطارٍ متحفيّ يروي القصة كاملة من منصة التتويج في نهائي كأس العالم، إلى دلالات الاختيار والرمز، وصولًا إلى كيفية توظيف الثقافة المحلية في حدث كوني تابعته مليارات العيون. ويبرز العرض بأسلوب تفاعلي يضع الزائر أمام سياق الحدث، لا بوصفه ذكرى رياضية فحسب، بل باعتباره علامة فارقة في تاريخ استضافة البطولات العالمية.
وتُجسّد هذه المحطة المتحفية قدرة دولة قطر على تحويل اللحظة العابرة إلى إرثٍ دائم، وتأكيدها أن الاستثمار في الثقافة لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية أو التنظيم الاحترافي.
فالرسالة التي يحملها البشت اليوم هي ذاتها التي أرادت قطر إيصالها خلال المونديال: أن العالم يمكن أن يلتقي على منصة واحدة، دون أن تُمحى الخصوصية أو تتلاشى الهوية.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سياق أوسع لمسار قطر الثقافي بعد كأس العالم، حيث تستمر الدولة في فتح نوافذ جديدة للحوار الحضاري، وتقديم سرديتها للعالم من خلال المتاحف والفعاليات والمعارض، مستندة إلى رؤية تجعل من الثقافة ركيزة موازية للرياضة والسياحة والاقتصاد.
و “بشت ميسي”، يجعل الزائر يتوقف أمام لحظةٍ اختصرت قصة بلدٍ عرف كيف يُحوّل الاستضافة إلى رسالة، والرياضة إلى لغة، والهوية إلى قيمة عالمية تُحترم وتُقدَّر



