أبوظبي للثقافة والفنون تنظّم معرض «روافد ورؤى»
المعرض يضم أعمال 47 فنانا من الإمارات في العاصمة الكورية
* المعرض يقام ضمن فعاليات برنامج مهرجان أبوظبي في الخارج ويكتب ثاني فصول التعاون المثمر بين الجانبين لإقامة معرضين رئيسيين بتنظيم وإنتاج مشترك في مدينتي أبوظبي وسيول خلال عام 2025
* يجمع المعرض في كوريا الجنوبية أكثر من 110 عملاً فنياً لـ47 فناناً من الإمارات بينهم 33 فناناً إماراتياً

أبوظبي: صحيفة كل الصحف – فريق التحرير
برعاية سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وبالشراكة مع “متحف سيول للفنون” تنظّمُ مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، معرض “روافد ورؤى”، لمنجز التشكيل الإماراتي لأول مرة في متحف سيول للفنون وشرق آسيا.
وقد افتتح المعرض معالي سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة ،بحضور شخصيات قيادية بارزة من كوريا والإمارات العربية المتحدة من بينها السيدة الأولى لكوريا الجنوبية كيم هاي كيونغ ومعالي تشوي هوي يونغ، وزير الثقافة والرياضة والسياحة في جمهورية كوريا؛ وسعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي؛ وسعادة عبدالله سيف النعيمي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا؛ وتشوي إيونجو، المدير العام لمتحف سيول للفنون؛ وسعادة كيم تاي كيون، نائب عمدة سيول، وذلك يوم الاثنين 15 ديسمبر في متحف سيول الوطني للفنون.
وقال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة: “يأتي افتتاح معرض روافد ورؤى تجسيداً لرؤية دولة الإمارات في مدّ جسور التعاون الدولي وتعميق الروابط الثقافية مع الدول الصديقة، بما يخدم تبادل خبرات الفنانين والتنمية المشتركة للموارد في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ويعزّز الحضور الإماراتي عالميًا عبر المعرض الأول من نوعه والأكبر على مستوى كوريا وشرق آسيا، مع 47 فناناً من الإمارات، يمثّلون خمسة عقود من الإبداع ويعكسون الأصالة والهوية التي تميّز التشكيل الإماراتي المعاصر”.
وأضاف معاليه: “تعكس شراكتنا الاستراتيجية مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التزامنا المشترك بتمكين نهضة المشهد الثقافي في دولة الإمارات وتقديم ثقافة تلهم العالم، عبر دعم الدور المؤثّر الذي يلعبه برنامج مهرجان أبوظبي في الخارج، من خلال شراكاتها مع المؤسسات الثقافية العريقة مثل متحف سيول للفنون (SeMA) لتعزيز التلاقي والتواصل الإنساني وحوار الثقافات”.
ومن جهتها، قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: “يُسلّط معرض “روافدٌ ورُؤى” الضوء، من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو والرسم والنحت والأداء والتركيب الفني، على أثر تلاقي الفكر الإبداعي المتطوّر والحوار الثقافي وتواصل الحضارات، ويسهم بالشراكة مع متحف سيول للفنون (SeMA) في تعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات وكوريا، ويعزّز حضور فناني الإمارات على الساحة العالمية، عاملاً بعمق على تبادل المعرفة والوعي بمكانة الفنون في مسيرتنا نحو مستقبل متطوّر، عبر تشكيل السرديات وتجسيد الهويات، وبناء جسور الحوار فيما بينها”.
وتابعت سعادتها: “في عالمٍ بات اليوم قريةً كونيةً تحفلُ بالإبداع والابتكار، والتبادل والحوار، وتتجاور فيها الثقافات وتلتقي، يأتي معرض “روافدٌ ورُؤى” ليقدّم تجارب أجيالٍ ثلاثةٍ من فناني الإمارات، نشأوا في خضمِّ تحوّلات بنائها المتطوّر، وساهموا في نهضتها الثقافية والمعرفية. حافظ هؤلاء الفنانون على أصالة رؤاهم، رغم المؤثّرات المتباينة، ووازنوا بين التقليدي والحداثي، وأسهموا في إثراء السياقات الإقليمية والعالمية، بين إرثٍ عريق ومستقبلٍ متقدّم. في العاصمة الكورية سيول، تنفتح أعمالُهم على أصداءَ مغايرة وأبعادٍ جديدة، بفكرٍ يبني حضارةً ويعزّز التواصل الإنساني“.
وقال سعادة عبد الله سيف النعيمي، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا: “إن تنظيم معرض «روافد ورؤى» في العاصمة الكورية سيؤول، بالشراكة بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومتحف سيؤول للفنون (SeMA) ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي في الخارج، يعكس مدى عمق ومتانة الروابط الثقافية التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا، فأهمية هذا المعرض لا تقتصر على إبراز ثراء وتنوّع التجربة التشكيلية الإماراتية، بل يسلّط الضوء أيضاً على المسيرة الفنية اللافتة والمتطورة في دولة الإمارات على مدى العقود الخمسة الماضية. فمن خلال جمع أعمال الرواد الأوائل إلى جانب إبداعات الفنانين المعاصرين يقدّم المعرض سرداً متكاملاً لمسار تقدم الفن في الدولة، ويُظهر كيف يواصل تعبيرنا الثقافي اتساعه ونضوجه وإلهامه للأجيال”.
وتابع سعادته: “كما يجسد هذا المعرض رؤية قيادتنا الرشيدة في دعم الدبلوماسية الثقافية وبناء جسور تعاون راسخة مع مختلف دول العالم، ويعمل على توسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين. ومن خلال تنظيم هذا المعرض نؤكد التزامنا بترسيخ الحوار الثقافي وتعميق التواصل بين الفنانين من دولة الإمارات وجمهورية كوريا، بما يسهم في دعم الحراك الإبداعي المشترك، ويعزز الروابط الإنسانية التي توحّد الشعوب عبر الفن والمعرفة”.
ويقام المعرض في متحف سيول للفنون حتى 29 مارس، ويضم أكثر من 110 عملاً فنياً لـ 47 فنانا، من بينهم 33 فنانا إماراتيا يمثلون ثلاثة أجيال، ويجسّدون مسيرة تطوّر الفنون البصرية في دولة الإمارات خلال خمسة عقود. ويضمُّ المعرض أعمالاً لرواد التشكيل الإماراتي وصولاً إلى الفنانين المعاصرين، أمثال الراحل الكبير حسن شريف، وعبد الله السعدي، ونجوم الغانم، وشيخة المزروع، وآلاء يونس، ورند عبد الجبار، وجميري والعديد.
ويأتي معرض “روافد ورؤى” ضمن برنامج مهرجان أبوظبي في الخارج، مجسداً حرص مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على تعزيز التبادل الثقافي وإبراز حضور فناني الإمارات على الساحة العالمية.
وقالت تشوي إيونجو، المدير العام لمتحف سيول للفنون: “يقدم متحف سيول للفنون معرض «روافد ورؤى» في إطار تعاون وثيق مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. في خطوة تعكس عمق الشراكة الثقافية بين الجانبين. يعد هذا المعرض أوسع عرض شامل للفن الإماراتي المعاصر ينظم في كوريا حتى اليوم، ويوفر منصة مهمة للبلدين، على اختلافهما الثقافي وانتمائهما إلى الفضاء الثقافي الآسيوي الأوسع، لتجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية، والتأمل في القيمة المستدامة للتلاقي الفني، والعمل المشترك على استكشاف مسارات جديدة للتطوّر في المستقبل. ونرى أن هذا التبادل سيسهم في إثراء المشهد الفني في كلا البلدين بأفكار ورؤى متجددة، كما يدعم ترسيخ مكانة سيول كمركز فاعل للحوار الفني على المستوى الدولي”.
ويغطي المعرض العديد من الوسائط الفنية من بينها التصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والرسم، والنحت، والأداء الفني، والتركيب، ويستكشف كيف تتغير الدلالات والمعاني بين جيل وآخر ومنطقة وأخرى، بينما يخوض في مكامن التحولات الدقيقة التي تُشكلها عمليات التبادل والسياقات الثقافية المختلفة. كما يناقش المعرض كيف تُسهم أشكال التقارب الثقافي المتنوعة، سواء كانت إنسانية أو جغرافية أو نابعة من ثقافات وحكايات مشتركة، في صياغة التحولات دون إلغاء الاختلاف أو طمس الخصوصية الثقافية.
وبإشراف القيّمتين الفنيتين مايا الخليل وإيونجو كيم، يكشف المعرض عن ثلاث أطروحات رئيسية، تم تطوير كل منها بالشراكة مع القيّمين الفنّيين الضيوف فرح القاسمي، ومحمد كاظم وكريستيانا دي ماركي، والثلاثي الفني رامين حائري زاده، وروكني حائري زاده، وحسام رحماني. ويقدّم كل قسم منظوراً مختلفاً للتفاعل مع العالم، حيث تتقاطع نقاط التركيز، لتتلاقى أحياناً وتتباعد في أحيان أخرى، مقدمة رؤى متعددة للعالم. وتسهم التدخلات القيّمة التي يقدمها الفنانون بإنشاء عوالم فنية تدعو زملاءهم والجمهور إلى التأمل والحوار والاكتشاف.
وفي القسم الأول، تظهر الصور الآسرة التي تلتقطها فرح القاسمي وسط فضاءات منزلية خيالية وسريالية، لتقدّم تصوراً افتراضياً لدولة الإمارات العربية المتحدة بين تسعينات القرن الماضي والوقت الحاضر. وفي القسم الثاني، تتكشف تأملات محمد كاظم وكريستيانا دي ماركي حول تجارب الارتباك الجسدي والنفسي إلى جانب تركيبات فنية ضخمة تستكشف مفاهيم الذاكرة، والاستبعاد، والانتماء. بينما يكشف الثلاثي الفني في القسم الثالث عن بصمتهم الفنية وفق مفهوم “مربع داخل آخر”، حيث يمزجون بين الرموز الوطنية والعناصر الفنية من الحياة اليومية والمواد الخام، وصولاً لقراءات مختلفة تكشف عن إمكانات جديدة. وتتجسد هذه الرؤى الثلاث عبر أعمال لفنانين مخضرمين وناشئين، من بينهم محمد أحمد إبراهيم، وابتسام عبدالعزيز، وأيمن زيدانـي، ونجوم الغانم، وليان عطاري، وفيكرام ديفيتشا، بالإضافة إلى آخرين.
ويضمّ المعرض ثلاثة أجيال من الفنانين، وُلد بعضهم في دولة الإمارات وآخرون في أماكن مختلفة حول العالم، ونشأوا جميعاً وسط التحولات المتسارعة التي شهدتها الدولة، وشاركوا في تشكيل ملامحها الثقافية المتجددة. ويتنقل هؤلاء الفنانون بين الفردي والجماعي، والمحلي والعالمي، ليجسّدوا حالة التفاعل المستمرة بين الأصالة والحداثة، ويجمعوا السياقات الإقليمية بالتاريخ والمستقبل المتشكل.
يمثّل معرض «روافد ورؤى» الفصل الثاني ضمن شراكة مؤسسية فريدة تمتد لثلاث سنوات بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومتحف سيول للفنون، انطلق بموجب مذكرة التفاهم الموقّعة بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وحكومة مدينة سيول، ويثمر هذا التعاون عن تنظيم معرضين رئيسيين يتم تنسيقهما وإنتاجهما بشكل مشترك في أبوظبي وسيول خلال عامي 2025 و2026. وتجمع هذه الشراكة طويلة الأمد، والتي انطلقت عام 2024، ما بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية عبر الفنانين والمؤسسات الثقافية في البلدين، بما يعزّز الحوار الفني ويعمّق المعارف الفنية بين البلدين. وبتطوير مشترك بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون و”متحف سيول للفنون”، يستند المعرضان إلى الإرث الثقافي والفني لدى الشعبين الصديقين لاستكشاف التاريخ المتفرّد لكل منطقة ونماذجها الثقافية، مع عرض التجارب المشتركة والرؤى المتقاطعة حول التكنولوجيا والوسائط والتطور الحضري المتسارع.
وإلى جانب المعرضين، يشمل تعاون الجانبين أيضاً أعمالاً فنية بتكليف مشترك، وإقامات فنية، وعمليات تبادل المعارف والخبرات بين المؤسستين، وبرنامج عام مستمر يزخر بالجلسات الحوارية.




