من بيطري إلى رائد سفر

أحمد جمال أحمد
غراهام “سكرو” تيرنر، هو أحد الأفراد القلائل الذين أحدثوا ثورة شاملة في قطاع بأكمله، يعرفه الجميع في أستراليا وقطاع الطيران كمؤسس “فلايت سنتر”، لكن قصته تتجاوز ذلك بكثير.
لقد غيّر الأسترالي غراهام “سكرو” تيرنر مساره من رعاية الحيوانات المريضة إلى مساعدة ملايين الناس على استكشاف العالم.
وما يميز قصته هو أسلوبه في إدارة الأمور وفقًا لشروطه الخاصة، متجاوزًا المألوف.
وعندما تدخل أي مركز تابع لشركة “فلايت سنتر” اليوم، ستشاهد ثمرة حلم جامحٍ أصبح عملاقًا، ولم يكتف تيرنر بتأسيس الشركة، بل طوّر طريقة جديدة للتفكير في السفر.
وتعمل شركته اليوم في 24 دولة، ويُطلق الموظفون هناك على أنفسهم اسم “فلايتيز”، هذا المصطلح المرح يُلخص ثقافة العمل التي أسسها تيرنر.
نشأ غراهام تيرنر في أستراليا كأي طفل عادي، باستثناء أن زملائه في المدرسة كانوا يقولون له إن شعره المجعد يشبه المسمار.
هناك، انتهى به المطاف بلقب “سكرو”، الذي لم يتلاشى أبدًا، وأكمل تيرنر دراسته الثانوية لدراسة الطب البيطري في جامعة كوينزلاند. في ذلك الوقت، كان العمل كطبيب بيطري مسارًا مهنيًا مرموقًا، وكان تيرنر بارعًا فيه أيضًا.
وعمل تيرنر كطبيب بيطري في غرب فيكتوريا بعد تخرجه لفترة، وكان يعالج حيوانات المزارع والحيوانات الأليفة خلال النهار، وهو نوع من العمل قد يعتبره الجميع محترمًا ومستقرًا.
ولكن تيرنر لم يكن كغيره، أزعجه رتابة العمل البيطري، وكان يراقب باستمرار ما يغفله الآخرون، وخاصةً تزايد اهتمام الشباب الأسترالي بالسفر إلى الخارج.
وكانت أوائل السبعينيات فترة رائعة للشباب، كانوا أكثر ثراءً من أي جيل سبقهم، لكنهم كانوا يتوقون أيضًا لتجارب لم تتح لآبائهم.
ولاحظ تيرنر ذلك وأدرك أن لا أحد يُلبي احتياجات هذا السوق بجدية، وكانت وكالات السفر آنذاك تبيع خدماتها لكبار السن والأثرياء الراغبين في فنادق راقية وجولات سياحية بصحبة مرشدين.
وأدرك تيرنر وجود شريحة واسعة في السوق بين الشباب الراغبين بالسفر لكنهم غير قادرين على تحمل تكاليف البدائل التقليدية.
المصدر:العين