وفاة هالك هوغان المفاجئة

ودّع عالم المصارعة والسينما نجما استثنائيا برحيل هالك هوجان، أسطورة WWE وأحد أبرز أيقونات الترفيه الأمريكي، الذي توفي عن عمر ناهز 71 عاما، إثر سكتة قلبية مفاجئة داخل منزله.
وعلى الرغم من محاولة الفرق الطبية إنقاذه فور نقله إلى المستشفى، فإن محاولات الإنعاش باءت بالفشل، لتُسدل الستارة على مسيرة أحد أكثر الشخصيات شهرة في ذاكرة الجمهور العالمي.
الراحل، واسمه الحقيقي تيري بوليا، لم يكن مجرد مصارع حلبات، بل حالة فنية وثقافية متكاملة امتدت من الحلبة إلى شاشات السينما والتلفزيون، ونجح في اختراق الوعي الجماهيري بأكثر من وسيلة. فعقب نجاحه الكاسح داخل WWE، دخل عالم السينما من الباب العريض عبر ظهوره اللافت في فيلم “روكي III” عام 1982، إلى جانب النجم سيلفستر ستالون، بدور المصارع “ثاندَرلِبس”، ليصبح ذلك الظهور بمثابة نقطة التحول في حياته المهنية.
لاحقًا، أدى هوغان أدوار البطولة في أفلام تجارية شهيرة مثل Mr. Nanny وNo Holds Barred، التي أبرز فيها جانبًا مختلفًا من شخصيته، جامعًا بين المظهر القوي والروح العائلية الطفولية، وهو ما جعله محبوبًا لدى جمهور متنوع، خصوصًا الأطفال والعائلات.
وفي عام 2005، زاد من اقترابه من الجمهور عبر برنامج الواقع “Hogan Knows Best”، الذي سلّط الضوء على حياته الأسرية بعيدًا عن الأضواء الصاخبة للمصارعة، وكشف عن وجه إنساني أكثر هدوءًا، حيث بدا كأب عطوف يحاول الموازنة بين الشهرة وحياته العائلية، وحقق البرنامج نجاحًا واسعًا استمر لعدة مواسم، وأنجب لاحقًا برامج فرعية مثل “Brooke Knows Best” الخاص بابنته.
رغم الصورة النمطية التي طالما التصقت به كمصارع ضخم العضلات وصاحب صوت جهوري، كان هوغان يسعى دومًا لكسر هذه القوالب، وعبّر عن ذلك في إحدى حلقات البرنامج قائلاً: “الناس يرونني فقط كمصارع أصلع يصرخ ويلقي بالناس أرضًا، لكنني أيضًا أب.. أذهب إلى مباريات كرة القدم، وأبكي في أفلام مثل الأسد الملك”.
خبر وفاته شكّل صدمة في الأوساط الفنية والرياضية، وانهالت رسائل الرثاء من مشاهير هوليوود ونجوم المصارعة. كتب سيلفستر ستالون، شريكه في أحد أشهر مشاهد “روكي”، على حسابه في “إنستغرام”: “هوغان كان موهبة مذهلة، وشخصًا لا يُنسى في بدايات حياتي المهنية… خبر وفاته كسر قلبي”.
أما الإعلامي ماريو لوبيز فقال: “هو النجم الوحيد الذي شعرت برهبة حقيقية أمامه… جزء من طفولتي غادر إلى الأبد.” وغرّد المغني لي غرينوود، قائلاً: “فقدنا أسطورة.. قلوبنا مع عائلته وملايين المعجبين حول العالم”.
كان هوغان طوال 4 عقود رمزًا لجيل كامل، صاغ بكلماته القوية وعضلاته المفتولة جزءًا من ذاكرة الجماهير، ولم تغب عبارته الأشهر عن لسان محبيه: “صلّ من أجل نفسك، وخذ فيتاميناتك، يا أخي!”، لتبقى إرثًا خالدًا في سجل الأساطير التي صنعت الفارق في عالم الترفيه.
وكتب المغني لي غرينوود: “قلوبنا مع عائلة هوغان والملايين من عشاقه في العالم. لقد فقدنا أسطورة”.
المصدر: المرصد