تصريحات بام تثير غضب مقديشو

في لحظة فارقة من الحرب ضد جماعة الشباب التي توصف بأنها «الأخطر» في القرن الأفريقي، أشعلت كلمات نائب مبعوث الاتحاد الأفريقي شرارة أزمة دبلوماسية جديدة في مقديشو.
تصريحاته -التي لمّحت إلى «نزعة سياسية» لدى الجماعة المسلحة- جاءت لتصبّ الزيت على نار الشكوك بين الصومال وشركائها الإقليميين، مما دفع مقديشو إلى طرد سيفويل ثانديكايا بام، نائب الممثل الخاص لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال المعرفة بـ(ATMIS).
وبحسب مصدر، فإن القرار جاء عقب تصريحات أدلى بها المسؤول الأفريقي خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في 9 أبريل/نيسان، لمح فيها إلى أن حركة الشباب تُقلل من هجماتها ضد المدنيين وتسعى إلى اكتساب «شرعية سياسية»، مما أثار استياءً رسميا في مقديشو، التي تخوض حربا مفتوحة ضد الجماعة المصنفة إرهابية.
وكان وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، أعلن أن المسؤول الأفريقي، «أصبح عائقًا أمام جهود الصومال في مكافحة الإرهاب»، مؤكدًا أن تصريحاته تمثل «تشويهًا لواقع الهجمات الوحشية التي تمارسها الجماعة المسلحة»، فيما لم يصدر الاتحاد الأفريقي أي تعقيب رسمي.
قرار الطرد تزامن مع حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات الصومالية في منطقة شبيلى الوسطى، ضد «إرهاب» حركة الشباب المتواصل منذ أكثر من 15 عامًا، وقد رأت الحكومة أن تصريحات بام قد تقوض الدعم الدولي لعملياتها الأمنية.
ولم يكن التوتر الحالي وليد اللحظة؛ إذ سبق لمقديشو أن طردت في عام 2022 فرانسيسكو ماديرا، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي -آنذاك-، بتهمة التدخل في الشؤون السياسية الداخلية.
كما أثار تعيين بام نفسه في ديسمبر/كانون الأول 2023 تحفظات لدى الحكومة الصومالية بسبب خلفيته التي اعتبرتها مثيرة للجدل في إدارة عمليات دعم السلام الأفريقية.
المصدر: اليوم