حرب تجارية تُربك دريملاينر

تعتبر طائرة بوينغ 787 دريملاينر مزيجا متعدد الجنسيات، فهي مصنوعة من أجزاء تأتي من جميع أنحاء العالم تقريبا.
تأتي أجنحة الطائرة من اليابان، والأبواب من فرنسا، وأجزاء من جسم الطائرة تُصنع في إيطاليا قبل شحنها إلى الولايات المتحدة لتجميعها من قبل عمال في ولاية كارولينا الجنوبية.
هذا الترتيب أصبح ممكنًا بفضل اتفاقية تجارية عمرها قرابة 50 عامًا سمحت لشركة بوينغ وشركات أخرى في صناعة الطيران الأمريكية ببيع الطائرات وشراء أجزاء من أي مكان في العالم، معفاة من الرسوم الجمركية.
والآن، تهدد الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بتعطيل سلسلة التوريد المتشابكة هذه، ولأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن، ستدفع بوينغ ضريبة لاستيراد تلك الأجنحة والأبواب والمكونات الأخرى.
وفي الوقت الحالي، هناك ضريبة جديدة بنسبة 10% على معظم الواردات، لكن هذه الضريبة قد ترتفع بناءً على ما يقرره الرئيس خلال مهلة تسعين يومًا التي أعلنها قبل فرض رسوم جمركية أشد على معظم الدول.
وفي حين صرّح ترامب بأن رسومه الجمركية الوقائية الشاملة ستُخفّض العجز التجاري الأمريكي، فإن الرسوم المفروضة على خط توريد قطع غيار بوينغ ستُثقل كاهل شركة تُعدّ أكبر مُصدّر للسلع في الولايات المتحدة.
ويُشحن نحو 80% من طائرات بوينغ التي تُقدّر قيمتها بملايين الدولارات إلى عملاء في الخارج.
وبينما تُسبّب حرب ترامب التجارية خطوات انتقامية قد تُلحق الضرر ببوينغ، فقد أشارت هذا الأسبوع تقارير إخبارية متضاربة إلى أن الصين قد وجّهت شركات الطيران الوطنية التابعة لها بالتوقف عن طلب أو قبول طائرات بوينغ جديدة.
ثم نشر ترامب على موقع “تروث سوشيال” أن الصين “تراجعت للتو عن صفقة بوينغ الكبرى، قائلةً إنها لن تستحوذ على كامل الطائرات الملتزمة بها ضمن الصفقة”.
ولم يُفصّل ترامب الصفقة التي كان يُشير إليها، مما زاد من الالتباس، ولم تستجب شركة بوينغ، ومقرها أرلينغتون في ولاية فرجينيا، لطلبات التعليق.
المصدر: اليوم