عظيموف تنبأ بعالمنا

جلس الكاتب الأمريكي الروسي إسحاق عظيموف أمام آلة كاتبه ليكتب مقالًا لمجلة The Star في عام 1983، وتنبأ فيه بمستقبل العالم بعد ثلاثين عامًا، أي في عام 2014.
كان عظيموف، الذي عُرف بكاتب الخيال العلمي، أكثر من مجرد كاتب عادي؛ فقد كان أشبه بـ”نبي تكنولوجي”، يتأمل في الحاضر ويكتب عن المستقبل بلغة الحالم الواقعي. بعد مرور ثلاثين عامًا، أصبح من الضروري أن نعود إلى نبوءاته لنكتشف مدى دقتها: ماذا تحقق مما قاله؟ وماذا لا يزال بعيدًا؟
تنبأ عظيموف بانتشار “محطات الكومبيوتر” في المنازل، والتي ستستخدم للعمل والتعليم والترفيه. كما توقع أن يتمكن الناس من الحصول على المعرفة عن بعد والتواصل الرقمي دون الحاجة للخروج من منازلهم.
اليوم، هذه “المحطات” تحققت في شكل الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والحواسيب المحمولة. التعليم عن بعد أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، خاصة بعد جائحة كورونا، وأصبح العمل من المنزل نمطًا معتمدًا عالميًا.
تنبأ عظيموف بأن البشر سيعتمدون بشكل أكبر على الطاقة الشمسية، وستنشأ مدن أكثر ذكاء تدار بأنظمة إلكترونية.
اليوم، نحن نشهد توسعًا هائلًا في مشاريع الطاقة المتجددة، وقد أصبحت “المدن الذكية” حقيقة، مع ظهور أنظمة البيوت الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. هذه التحولات أصبحت ملموسة في العديد من الدول حول العالم.
عظيموف، الذي ابتكر “قوانين الروبوتات الثلاثة”، كان يتوقع أن تحتل الروبوتات مكانًا مهمًا في حياة البشر، خصوصًا في الأعمال المنزلية والخدمات اليومية.
لكن، رغم تطور الروبوتات مثل تلك التي طورتها “أوبن إيه آي” و”بوسطن ديناميكس”، فإنها لم تصبح بعد جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية كما توقع. الذكاء الاصطناعي، على عكس الروبوتات، هو الذي سبقت انتشاره واستخدامه في العديد من المجالات.
تنبأ عظيموف بفكرة “التعليم المفضل”، بحيث يتم تصميم المحتوى التعليمي بناءً على احتياجات كل طالب.
اليوم، منصات مثل “كورسيرا”، “يوديمي”، و”كخان أكاديمي” قد أخذت هذه الفكرة إلى آفاق جديدة، حيث تستخدم الخوارزميات لتحديد مستوى الطالب وتخصيص الدروس لتناسب احتياجاته الفردية.
المصدر: اليوم