سحر الطبيعة والتاريخ يجذب السياح إلى تطاوين

على بعد 531 كيلومترًا من العاصمة تونس، تقع محافظة تطاوين، أكبر محافظات البلاد من حيث المساحة، والتي تتحول خلال فصل الربيع إلى وجهة سياحية مميزة، تستقطب الزوار الباحثين عن سحر الطبيعة وعبق التاريخ.
تحمل تطاوين اسمًا ذا دلالة في اللغة الأمازيغية، حيث يعني “مدينة عيون الماء”، ويستوطنها الأمازيغ إلى جانب باقي مكونات المجتمع المحلي، محتفظين بلغتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي صمدت أمام الزمن، فباتت جزءًا أصيلًا من هوية المنطقة.
يتميز الأمازيغ منذ القدم بأسلوب عيشهم في الجبال، حيث توفر لهم الحماية من برودة الشتاء وحر الصيف. وتزخر تطاوين بمعالم أثرية فريدة، من القصور الجبلية المحفورة في الصخور إلى الصحارى الشاسعة والواحات الغنية بالمياه، مما يجعلها وجهة سياحية استثنائية لمحبي الطبيعة والمغامرة.
وفي عام 2017، كشفت السلطات التونسية عن اكتشاف آثار أقدام لديناصورات عاشبة تعود إلى 150 مليون عام، ما أضاف بعدًا جديدًا لأهمية المنطقة من الناحية الجيولوجية والتاريخية.
يشهد الموسم السياحي الحالي في تطاوين انتعاشة ملحوظة، حيث أكد جمال الدين بن جابر، المسؤول المحلي للسياحة، أن المنطقة سجلت ارتفاعًا في عدد الزوار، مع توافد آلاف السياح من مختلف الجنسيات، لا سيما من فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة، ألمانيا وروسيا.
وأشار في تصريح لـ”العين الإخبارية” إلى أن تطاوين استقبلت 2299 سائحًا خلال الربع الأول من العام الجاري حتى 20 مارس/ آذار، كما ارتفع عدد الليالي المقضاة إلى 2997 ليلة، متوقعًا زيادة أكبر في أعداد الوافدين خلال الفترة المقبلة، تزامنًا مع احتضان المنطقة لفعاليات كبرى، من بينها تظاهرة “الصدى الإلكتروني”، التي ستجذب أكثر من 2000 زائر.
من جانبه، أوضح الباحث التونسي في التاريخ، بهاء الدين الفرحاني، أن تطاوين تعد من أقدم المدن التونسية، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مشيرًا إلى اكتشاف رسوم صخرية يعود عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، إلى جانب بقايا ديناصورات في مناطق مثل قصر الحدادة ووادي الخيل.
وأكد الفرحاني أن تطاوين تزخر بتنوع طبيعي فريد يجمع بين الجبال والصحراء والمحميات الطبيعية والقرى الجبلية، إضافة إلى القصور التاريخية مثل “قصر الحدادة” والقرية الجبلية “قرماسة”، فضلًا عن التراث الثقافي والصناعات التقليدية التي تعكس هوية المنطقة.
وشدد على أهمية تعزيز الجهود للحفاظ على هذه المواقع الأثرية واستثمارها سياحيًا عبر استراتيجيات ترويجية مدروسة، تسهم في إبراز تطاوين كوجهة سياحية رائدة على المستويين المحلي والدولي.
المصدر: اليوم