تونس تسيطر على الجراد الصحراوي

أكدت السلطات التونسية نجاحها في السيطرة على الجراد الصحراوي الذي زحف إلى المناطق الجنوبية من البلاد، داعية المواطنين إلى عدم استهلاكه، بسبب احتمال احتوائه على سموم قد تشكل خطرًا على الصحة.
وأعلنت وزارة الزراعة التونسية أنها عالجت حتى الآن 204.5 هكتارات في منطقتي الذهيبة ورمادة بمحافظة تطاوين باستخدام الوسائل البرية، بالإضافة إلى 50 هكتارًا في رمادة عبر رش المبيدات بالمروحيات، التي تولّت العملية بالتنسيق مع الشركة الوطنية لحماية النباتات.
كما تم تنفيذ مكافحة بيولوجية في 14 هكتارًا بمنطقة بن قردان بمحافظة مدنين، والتي كانت أول ولاية تونسية يتسلل إليها الجراد الصحراوي.
إلى جانب ذلك، شملت عمليات الرش 4 هكتارات في منطقة رجيم معتوق بمحافظة قبلي، ضمن ثلاث مناطق دخلها الجراد نتيجة الرياح القادمة من الحدود الجزائرية.
أوضحت المهندسة العامة بالإدارة العامة للصحة النباتية بوزارة الزراعة، منى محافظي، في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية”، أن الجراد الصحراوي توافد إلى تونس من ليبيا والجزائر بسبب العوامل الجوية، وخاصة الرياح القوية.
وأكدت أن المكافحة تتم ليلاً أو فجرًا، حيث يكون الجراد ساكنًا على الأشجار، مما يسهل استهدافه بالمبيدات قبل تحركه وانتشاره.
وكشفت محافظي أن تونس أجرت اتصالات مع الهيئة الدولية لمكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الغربية، التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). وتضم الهيئة 10 دول في شمال أفريقيا والساحل الأفريقي، حيث يتكاثر الجراد سنويًا، ومنها الجزائر وليبيا.
وأعلنت أن الهيئة سترسل فريقًا دعمًا لجهود تونس خلال الأسبوع المقبل، مزودًا بالمعدات الفنية واللوجستية اللازمة لمكافحة هذه الآفة العابرة للحدود، مؤكدة أن تونس عضو في هذه المنظمة الدولية.
وأشارت إلى أن الجراد الصحراوي يتكاثر سنويًا في نحو 10 دول إفريقية، منها الجزائر وليبيا، في حين تُعد تونس والسنغال وبوركينا فاسو دول “غزو” وليست مناطق تكاثر.
حذّرت محافظي من محاولات تناول الجراد الصحراوي الذي دخل الأراضي التونسية مؤخرًا، مشيرة إلى احتمال حمله سمومًا قد تضر بصحة الإنسان. جاء ذلك ردًا على انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لأطباق تحتوي على الجراد، وسط دعوات إلى تناوله.
وأضافت أن الجراد قد يكون ملوثًا بالمبيدات المستخدمة في عمليات المكافحة، مما يزيد من خطورة استهلاكه.
وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يُعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي عالميًا، إذ يمكن لسرب واحد يمتد على كيلومتر مربع أن يضم ما يصل إلى 80 مليون جرادة، قادرة على استهلاك كمية من الغذاء يوميًا تعادل ما يستهلكه 35 ألف شخص.
المصدر: اليوم