فطريات خطيرة تدمر أنسجة أشجار السرو

تشهد أشجار السرو التاريخية المنتشرة في تونس، التي كانت تعد عنصرا مهما في مناطق البحر الأبيض المتوسط لعدة قرون، موجة من التدهور، والموت في بعض المناطق التونسية.
يعتقد أن هذا التدهور ناتج عن عدوى فطرية، وهو ما دفع باحثون من جامعة قرطاج إلى إجراء دراسة ميدانية مكثفة خلال في ثلاث مناطق بشمال تونس: (منزل بوزلفة، مرناق، العالية) للتحقيق في هذه الظاهرة.
وخلال الدراسة المنشورة بدورية “علم الأحياء الفطري”، تم فحص 935 شجرة، حيث تم جمع عينات من الفروع والأغصان المتضررة من 47 شجرة أظهرت أعراضًا مثل اصفرار الأوراق، الآفات النخرية، القرح، خروج الصمغ، وجفاف الأغصان، بعد تحليل العينات باستخدام الأساليب التقليدية والجزيئية، تم تحديد 41 نوعا من الفطريات المرتبطة بتدهور أشجار السرو.
وأكدت الاختبارت أن فطريات” فايوبوتريون كوبريسي” و”ديبلوديا كوبريسي”، و”سيريديوم كاردينالي”، هي الأكثر تسببا في التدهور، حيث أظهرت هذه الأنواع أعلى درجات المرضية، بينما أظهرت الأنواع الأخرى مثل “بستالوتيوبسيس فانيرويدس” و”ديبلوديا أوليفاروم” أعراضا أقل شدة.
وتتميز الأنواع شديدة الخطورة بقدرتها العالية على اختراق أنسجة النبات بسهولة، حيث تبدأ بإصابة الأغصان والفروع مسببة آفات نخرية وتقرحات تؤدي إلى تدهور تدريجي في صحة الشجرة، كما أن هذه الأنواع تنمو بسرعة وتنتشر في جميع أجزاء الشجرة، مما يسبب تسريع انتشار الضرر ويؤدي إلى موت أجزاء من الشجرة أو حتى الشجرة بأكملها.
وتتسبب هذه الفطريات أيضا في تدمير الأنسجة المسؤولة عن نقل المياه والعناصر الغذائية داخل الشجرة، مما يؤدي إلى جفاف الأغصان وظهور أعراض مثل اصفرار الأوراق وسقوطها، وبعض الأنواع مثل “سيريديوم كاردينالي”، تفرز سموما تعمل على تدمير الخلايا النباتية وزيادة معدل انتشار العدوى داخل الشجرة، وأخيرا، فإن هذه الفطريات قادرة على التكيف والبقاء في بيئات متنوعة، مما يجعلها قادرة على الانتشار والبقاء على قيد الحياة لفترات طويلة حتى في ظروف غير ملائمة للشجرة.
المصدر: اليوم