دواء جديد لعلاج قضمة الصقيع

في خطوة طال انتظارها، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن موافقتها على أول دواء لعلاج قضمة الصقيع، وهو عقار “إيلوبروست” (Iloprost) الذي يحمل الاسم التجاري “Aurlumyn”.
تحدث قضمة الصقيع عندما تتعرض أنسجة الجسم لدرجات حرارة شديدة البرودة، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الأطراف للحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية. ومع استمرار التعرض، يمكن أن تتسبب هذه الحالة في تلف دائم للأنسجة، قد يصل إلى حد البتر في أصابع اليدين والقدمين وأجزاء من الوجه.
حتى الآن، لم يكن هناك أي علاج دوائي معتمد لهذه الحالات الشديدة. ومع ذلك، أظهرت التجارب السريرية أن “إيلوبروست” يقلل بشكل كبير من خطر البتر، حيث كشفت دراسة حديثة أن 60% من المرضى الذين لم يتلقوا العقار احتاجوا إلى عمليات بتر، في حين لم يحتاج أي من المرضى الذين عولجوا به إلى ذلك.
تم تطوير “إيلوبروست” في الأصل لعلاج ارتفاع ضغط الدم في الرئتين، لكنه أُعيد توظيفه لعلاج قضمة الصقيع نظرًا لقدرته على توسيع الأوعية الدموية ومنع تجلط الدم. كما يتميز بقدرته على تقليل الأضرار الناتجة عن إعادة تدفق الدم إلى الأنسجة المصابة، مما يجعله حلاً واعدًا لإنقاذ الأطراف من التلف الدائم.
في الدول ذات المناخ القاسي، مثل فنلندا، يعاني أكثر من 12% من السكان من قضمة الصقيع الخفيفة سنويًا، فيما يتعرض 1.1% لحالات أكثر خطورة. لذا، فإن توفر علاج فعال لهذه الحالة يمثل إنجازًا مهمًا، خاصة لأولئك الذين يعملون أو يعيشون في بيئات شديدة البرودة.
مع هذا التطور الجديد، قد تواجه بعض التقاليد غير المعتادة تحديات، مثل “مشروب الإصبع المتجمد” الشهير في مدينة داوسون، حيث يتم تقديم كوكتيل يحتوي على إصبع مبتور بسبب قضمة الصقيع. ومع توفر العلاج الجديد، قد يصبح العثور على هذه “المكونات” النادرة أمرًا أكثر صعوبة في المستقبل.
المصدر: العين