اخبار كل الصحف

قلق أمريكي قديم من الغزو الفضائي

لطالما شكّلت الأجسام الطائرة المجهولة مصدرًا للجدل والتساؤلات في الأوساط العلمية والاستخباراتية.

وكشفت وثائق أُعيد نشرها مؤخرًا أن تزايد المشاهدات غير المبررة، خاصة خلال خمسينيات القرن الماضي، دفع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى الاستعداد لاحتمال وقوع غزو فضائي، في ظل قلق متزايد من أن تكون هذه الأجسام متقدمة تقنيًا بشكل يفوق قدرات الطيران العسكري الأمريكي.


وتبرز هذه الوثائق الدور الذي لعبته الاستخبارات الأمريكية في احتواء القلق العام عبر مشروع «الكتاب الأزرق» (Project Blue Book)، الذي كان يهدف ظاهريًا إلى التحقيق في هذه المشاهدات، لكنه في الواقع عمل على التقليل من شأن الظاهرة، وتقديم تفسيرات بديلة للجمهور.

وذكرت الوثيقة، تحت عنوان «الموقف الرسمي للولايات المتحدة تجاه الأجسام الطائرة المجهولة»، أن عدد المشاهدات غير المبررة خلال صيف عام 1952 كان أكثر من 20 ضعف المعدل الطبيعي. وقد اعتقد بعض أفراد سلاح الجو الأمريكي أن هذه الأجسام قد تكون «مركبات فضائية قادمة من كواكب أخرى تسعى لإقامة اتصال وثيق»، مما دفع وكالة الاستخبارات المركزية إلى إقناع الجيش باستخدام «مشروع الكتاب الأزرق» لإدارة الوضع.

تم إطلاق مشروع «الكتاب الأزرق»، الذي استمر حتى عام 1969، للتحقيق في التقارير المتعلقة بالظواهر الجوية غير المألوفة، وتحديد ما إذا كانت تشكل تهديدًا للأمن القومي. ووفقًا للوثيقة، فقد تم نشر 41 تقريرًا سريًا بين أغسطس/آب 1952 وفبراير/شباط 1953، كجزء من جهود إعداد الرأي العام لاحتمالية حدوث اتصال مع كائنات فضائية.

برغم ذلك، عملت وكالة الاستخبارات المركزية لاحقًا على إخفاء التحقيق عن أعين الجمهور، واستخدمت مشروع «الكتاب الأزرق» كوسيلة لـ«دحض» فكرة الأجسام الطائرة المجهولة.

وبدلاً من الكشف عن النتائج الحقيقية، عزت الوكالة معظم المشاهدات إلى ظواهر طبيعية أسيء تفسيرها، مثل المناطيد الجوية، وأضواء الطائرات، أو الظروف الجوية. كما استعانت بوسائل الإعلام، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والصحف، لنشر هذه الرواية.

المصدر: اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى