تيبو إنشيب يدخل عالم السياسة
يبدو أن المحافظين المتعثرين في فرنسا، وجدوا منقذًا غير متوقع، في ظل تراجع حظوظ هذا التيار بشكل لافت منذ انشقاق إيمانويل ماكرون.
المنقذ غير التقليدي يبلغ من العمر 32 عاما، ومفتول العضلات، وملايين الشباب يتعلقون بكل كلمة يقولها، وفق مجلة بوليتيكو الأمريكية. لكن الحصول على دعمه ليس أمرا مضمونا في ظل منافسة متوقعة مع أحزاب أخرى.
ويتعلق الأمر بالناشط على “يوتيوب”، ثيبو ديلبارت، المعروف باسم تيبو إنشيب، واشتهر بمشاركة مقاطع فيديو لنفسه وهو يجر شاحنة تزن 8 أطنان، ويفوز في مسابقات اللياقة البدنية، وينظم مسابقة لاختيار صديقته الجديدة.
استهل ديلبارت، أشهر “يوتيوبر” في فرنسا، عام 2025 بالخوض في السياسة. وفي مقطع فيديو مدته 15 دقيقة نُشر على قناته، قال ديلبارت إنه يؤيد زواج المثليين، وحقوق الإجهاض، وتشديد الرقابة على الهجرة، وتشديد النهج تجاه الجريمة، ومعارضة تقنين المخدرات، وهو ما يجعله منحازًا بشكل عام إلى التيار الرئيسي ليمين الوسط في فرنسا.
ويبدو أن الحزب الذي كان يمثل تاريخيًا هذا المعسكر، حزب الجمهوريين، يحاول القفز على العربة.
وكان حزب الجمهوريون في حالة يرثى لها منذ أن فجرت حملة إيمانويل ماكرون الوسطية في عام 2017 الانقسام الرئيسي بين اليسار واليمين في السياسة الفرنسية.
وبعد فوز ماكرون في الانتخابات الرئاسية في عام 2017، انشق العديد من أنصار حزب ”الجمهوريون“ إلى حزبه، الذي يُطلق عليه الآن اسم ”النهضة“، أو إلى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي عملت مارين لوبان على تقديمه كقوة سياسية أكثر مهارة واحترافية.
وفازت مرشحة حزب الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2022، فاليري بيكريس، بنسبة ضئيلة من الأصوات بلغت 4.78.
في هذا السياق المعقد، فإن الحصول على دعم ديلبارت سيكون بمثابة انقلاب للحركة السياسية التي بدت تائهة وبحاجة ماسة إلى دماء جديدة، لجذب الناخبين الشباب.
لذلك عندما شارك زعيم حزب الجمهوريين في البرلمان، لوران وكييز، فيديو ديلبارت، حرك موجة من التكهنات بأن المنافسة على جذب المؤثر الشاب، قد بدأت.
فيما قال بيير لوي تانزر، رئيس عمليات الاتصالات في حركة النهضة لـ”بوليتيكو“ إن ”جميع الأطراف لاحظت أنه بدأ في مناقشة السياسة“، واصفا ديلبارت، بأنه ”مواطن منخرط في السياسة“.
وفي السنوات الماضية، كافح كل من حزب النهضة وحزب الجمهوريين من أجل الحصول على أصوات الشباب، إذ أيد 13 في المئة فقط من الناخبين الذين يبلغون من العمر 34 عامًا أو أقل حزب ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة العام الماضي.
بينما حصل حزب الجمهوريين على 8 في المئة من هذه الفئة العمرية، وفقًا لاستطلاع مؤسسة “هاريس إنترآكتيف”. فيما سجل كلا الحزبين أفضل النتائج مع الناخبين الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا.
المصدر: اليوم