روايات جديدة حول اغتيال كينيدي
لطالما جذبّت أفلام اغتيالات الشخصيات السياسية الكبرى اهتمام الجمهور، بتسليط الضوء على المؤامرات والأسرار المحيطة بتلك الحوادث التي غيرت التاريخ.
ومع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع السرية عن ملفات اغتيالات جون كينيدي، وشقيقه روبرت، ومارتن لوثر كينغ، تزداد التساؤلات حول الحقائق المخبأة وراء هذه الأحداث.
وقال ترامب خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الأبيض، “لقد انتظر الكثير من الناس هذا الأمر لسنوات، لعقود من الزمن. سيتم الكشف عن كل شيء”.
في وقت سابق ، ادعى العميل السابق في الخدمة السرية بول لانديس في مذكراته أنه عثر على رصاصة في سيارة الرئيس الليموزين وأخذها إلى المستشفى حيث وضعها على سرير نقل الحاكم تكساس جون كونالي.
هذا الكشف يمثل منعطفًا صادمًا للأحداث التي تقلب عقودًا من الرواية الرسمية للحكومة حول ما حدث، وتجدد النقاش حول ملابسات اغتيال كينيدي.
موقع الرصاصة، وعدم الوعي بكيفية وصولها أو وقت وصولها إلى سرير النقل، أدى إلى القصة الحكومية الرسمية التي تقول إن رصاصة واحدة أصابت كينيدي وكونالي في الوقت نفسه.
منذ هذه الرواية الرسمية، استمر الجدل في العلن، في الصحافة، وفي الأوساط السياسية والأكاديمية حول ما حدث بالفعل في ذلك اليوم، ومن كان المسؤول عن الاغتيال، وهل كان للحكومة دور في الجريمة أو في التغطية على تفاصيل الأدلة التي ظهرت بعدها.
لكن إذا كانت فكرة المؤامرة تبدو وكأنها شيء متعلق بالنقاشات على هامش الإنترنت، فإن من يعتقد بوجود مؤامرة هم أيضًا أعضاء في الكونغرس الأمريكي.
في عام 1979، أجرى “اللجنة الخاصة في مجلس النواب الأمريكي للتحقيق في الاغتيالات” تحقيقات وأصدرت تقريرًا مطولًا خلص إلى أن الرئيس كينيدي ربما قُتل نتيجة مؤامرة تشمل عدة قناصة.
لا تزال معظم الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي سرية،. الحقيقة الكاملة والأدلة لم تُكشف بعد.
في هذا التقرير، تقدم “العين الإخبارية” نظرة شاملة لأهم الأفلام التي تناولت حوادث الاغتيالات السياسية.
فيلم “JFK” للمخرج أوليفر ستون يتصاعد فيه الإلحاح بشكل متسارع ليصل في نهاية الفيلم إلى مونولوج غاضب يكتنفه الشعور بالحزن.
يقدّم الفيلم تلك الشكوك التي كانت تراود المحقق جيم جاريسون حول وجود مؤامرة لاغتيال الرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي. تتناثر الكلمات إلى صور، وجوه، أسماء، مقتطفات من الحوارات، ومشاهد من التحقيقات التي تدعم استنتاجه بأن قتل كينيدي لم يكن نتيجة فعل فرد واحد.
من منا يعتقد أن لي هارفي أوزوالد قد أقدم على قتل كينيدي بمفرده؟ لا أحد. فقد مضى أكثر من 25 عامًا وأنا أقرأ الكتب والمقالات حول الحادثة، ولم أتمكن من العثور على دفاع مقنع عن تقرير لجنة وارن الذي خلص إلى تلك النتيجة المطمئنة.
فمن غير الممكن تصديق تقرير وارن لأن الأدلة المادية تجعل استنتاجه الرئيسي مستحيلًا: شخص واحد ببندقية واحدة لا يمكنه أن يسبب ما حدث في 22 نوفمبر 1963 في دالاس. وإذا كان من المستحيل أن يقوم شخص واحد بذلك، فلا بد من وجود آخرين، وبالتالي كان هناك مؤامرة.
فيلم “JFK” تعرض لهجوم من قبل أولئك الذين يعتقدون أن أوليفر ستون قد دعم نظرية خاطئة في قضية اغتيال كينيدي، حيث يرون أن بطل الفيلم، جيم جاريسون،كان رجلاً متهورًا جذب إليه نظريات المؤامرة. لكن المهم في الفيلم هو أن ستون لا يتبنى جميع أفكار جاريسون، بل يعيد كتابة التاريخ ليوفر له معلومات لم يكن يمتلكها في وقت تلك الأحداث.
الفيلم هو تحفة في بناء عناصره الفنية. الكتابة، والمونتاج، والموسيقى، والتصوير الفوتوغرافي جميعها تُستخدم ببراعة في فيلم معقد لصياغة صورة مقنعة استنادًا إلى الأدلة والشهادات.
رغم أن الفيلم يعرض الكثير من التفاصيل حول الحادثة، فإنه لا يقدم إجابة قاطعة حول اغتيال كينيدي. يقدّم بدلاً من ذلك قصة جاريسون كمسعى للبحث عن الحقيقة. الشهادات والصور المأخوذة من فيلم “زابرويدر” تجعل من الواضح أن نظرية أوزوالد لا يمكن أن تكون صحيحة، وأن الطلقات على الأرجح أُطلقت من أمام كينيدي، وليس من خلفه.
المصدر: اليوم