اخبار كل الصحف

محارة تسجل تاريخ المحيطات

ضمن إحدى رحلاتها البحثية في شمال المحيط الأطلسي، كان مقدرا لواحدة من المحارات التي عثرت عليها سفينة Bjarni Sæmundsson، أن تعني للبحث العلمي أكثر من استخدامها في صناعة الحساء.

إذ كانت المحارة المتواضعة، الملقبة بـHafrún، وهي كلمة آيسلندية تعني “لغز المحيط” – أطول حيوان فردي عمرا عُثر عليه على الإطلاق من قبل العلماء.

ولمدة 507 أعوام، عاش هذا المحار في التيارات المتغيرة قبالة ساحل آيسلندا، وشاهد المياه المحيطة تصبح أكثر أو أقل ملوحة، وتحمل ارتفاع وانخفاض درجات حرارة المحيط.

ومع مرور السنين، سجل هذه الملاحظات في التركيب الجزيئي لقوقعته، وتتبع مسار الكوكب المتغير من مكان لا يستطيع الإنسان الوصول إليه.

وبمجرد أن تم عرضها تحت المجهر، تتحول المحارة هافرون إلى مؤرخ، يمنح الباحثين نظرة جديدة إلى أسرار أعماق البحار.

وسوف تعمل كمعيار، يسمح للخبراء بفهم التغييرات التي يرونها في المحيط اليوم، بحسب ما أفادت صحيفة واشنطن بوست.

أيضا سوف تصبح هذه المحارة، بمثابة عرافة – تساعد العلماء على التنبؤ بما إذا كان الانحباس الحراري الناجم عن الإنسان قد دفع نظام الدورة الحساسة في المحيط الأطلسي نحو نقطة تحول يمكن أن تدمر العالم الحديث، هذه الدورة يرمز لها بـAMOC وهي نظام من التيارات المحيطية التي تجعل المياه تدور داخل المحيط الأطلسي، مما يجلب المياه الدافئة إلى الشمال والمياه الباردة إلى الجنوب.

ولقد عرف الخبراء منذ فترة طويلة أن الدورة الانقلابية الأطلسية، أو AMOC – نظام التيارات المحيطية التي تنقل الحرارة والملح بين نصفي الكرة الأرضية الجنوبي والشمالي- يمكن أن تتوقف فجأة وبشكل لا رجعة فيه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.

وتشير أعداد متزايدة من عمليات المحاكاة الحاسوبية، بما في ذلك تحليلان أوليان نُشرا هذا الصيف، إلى أن الانهيار في هذه الدورة، قد يحدث بحلول عام 2050.

ومع ذلك، يحذر العديد من الباحثين من أن هذه النتائج لا يمكن تأكيدها بدون بيانات من العالم الحقيقي، ولم يراقب العلماء الدورة الأطلسية لفترة كافية لاكتشاف الاتجاهات في سلوكها أو تحديد متى قد تتغير بالضبط.

وقال ديفيد رينولدز، عالم المناخ البحري بجامعة إكستر، إن تاريخ المحيط الذي تسجله هذه الكائنات الحية مثل محارة Hafrún يوفر “مختبرًا طبيعيًا لفهم النظام حقًا”، وأضاف، “يمكننا الإجابة على أسئلة لم نكن لنتمكن من طرحها من قبل”.

نظام التيارات المحيطية للأرض

غالبًا ما يشير العلماء إلى التيار الأطلسي المحيطي المتغير AMOC ، باعتباره حزامًا ناقلًا للمحيط، يحمل الماء عبر نصفي الكرة الأرضية ومن السطح إلى أعماق المحيط.

ولكن هذا الاستعارة تخفي الحجم الهائل والتعقيد الذي يتسم به التيار، والذي يشبه إلى حد كبير نظام الدورة الدموية لدى البشر.

إنه عنصر أساسي لكوكب صحي، حيوي مثل الدم، وقوي مثل القلب النابض.

وتبدأ الدورة في جنوب المحيط الأطلسي، حيث يتم تدفئة سطح المحيط بواسطة الشمس الاستوائية، ومع انجراف الماء عبر خط الاستواء وبدء تحركه شمالًا، يبدأ في التبخر، مما يؤدي إلى تركيز الملح في التيار المتبقي.

وهذه المياه المالحة الدافئة تتدفق عبر منطقة البحر الكاريبي، وتمر عبر الساحل الشرقي وتعبر المحيط الأطلسي نحو أوروبا، حيث تتدفق إلى المياه الجليدية في القطب الشمالي.

المصدر: العين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى