صراع التكنولوجيا يشعل العالم
تُعَد معركة قوة الحوسبة -والرقائق والبيانات والطاقة التي تدخل في هذه العملية- واحدة من الساحات المركزية للمنافسة في القرن الـ21.
وفي ولايته الأولى كرئيس بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في فرض العديد من القيود على التكنولوجيا الصينية التي قام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بتوسيعها منذ ذلك الحين.
وتساءل تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” عما سيفعله ترامب في ولايته الثانية، وكيف ستلعب الرسوم الجمركية دورا في استراتيجيته؟ وكيف سترد بكين؟
مع اشتداد المنافسة بمجال أشباه الموصلات حول العالم، قال كريس ميلر الخبير البارز ومؤلف كتاب “حرب الرقائق: المعركة من أجل التكنولوجيا الأكثر أهمية في العالم”، أن هناك سببين قد يجعلان أمريكا تهتم بمكان تصنيع الرقائق، السبب الأول يتعلق بأمن سلسلة التوريد لأن الرقائق موجودة في كل شيء -بما في ذلك السيارات، وأفران الميكروويف، وأنظمة الصواريخ- وتحتاج إلى آلاف وآلاف الرقائق لجعل الاقتصاد يعمل.
وفي هذا الصدد، يشير “ميلر” في حوار مع مجلة “فورين بوليسي”، إلى أن هناك تركيزا كبيرا في سلسلة التوريد في كوريا الجنوبية، ولكن قبل كل شيء في تايوان، التي تنتج العديد من أكثر الرقائق تقدما، بما في ذلك 99% من الرقائق المستخدمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. وإذا فقدت الوصول إلى كوريا الجنوبية أو تايوان، فإن سلسلة توريد الإلكترونيات العالمية بأكملها ستتجمد.
أما السبب الثاني في الاهتمام بمكان تصنيع الرقائق فهو أمن البيانات، فالبلدان المختلفة تتخصص في أنواع متنوعة من الرقائق. وعندما تنظر إلى الرقائق المعالجة التي تدخل في الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو أنظمة الذكاء الاصطناعي فإن تايوان هي الرائدة في العالم. وإلى جانب رقائق المعالجة هناك حاجة أيضًا إلى رقائق الذاكرة التي يمكنها تخزين البيانات. وهنا تعد كوريا الجنوبية رائدة عالمية في أنواع معينة من رقائق الاتصالات أو أجهزة الاستشعار. وهناك شركات في اليابان أو الولايات المتحدة أو أوروبا تلعب أيضا أدوارا مهمة.
المصدر: اليوم