اخبار كل الصحف

الذكاء الاصطناعي يجعل الروبوتات أكثر ذكاءً

أضحى مصطلح «نموذج اللغة الكبير» معروفا عالميا بفضل روبوتات الدردشة التي تطورها شركات التكنولوجيا العملاقة عبر الاستعانة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بيد أن نموذجا مشابها للسلوك، من شأنه أن يحدث طفرة في المهارات التي تمتلكها الروبوتات.

وحسب تقرير نشرته مجلة “الأيكونوميست”، فإن مهارات الروبوت باتت محل تركيز كبير، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يدعم تلك الروبوتات بمجموعة ضخمة من المهارات،  حال تطوير “نموذج السلوك الكبير”.

وضرب التقرير مثلا بمختبر الروبوتات التابع لمعهد أبحاث تويوتا في كامبريدج بولاية ماساتشوستس، حيث تنشغل مجموعة من الروبوتات بالطهي. وتبدو عالية الكفاءة من حيث أنها تقلب الفطائر وتقطع الخضروات وتصنع البيتزا بسهولة.

وتم تعليم روبوتات كامبريدج مجموعة أساسية من المهارات باستخدام عجائب الذكاء الاصطناعي، لتصبح أكثر براعة.

ووفقا لما نقله التقرير عن جيل برات، كبيرة العلماء في مختبر تويوتا، فإنه إذا أعطيت الروبوتات الثقة للعمل في المطبخ، فسيكون لديها الثقة أيضًا للعمل في مصنع أو منزل شخص ما.

ويتضمن الطهي الكثير من المهام المعقدة، مثل التقاط العناصر ووضعها، وسكب السوائل وخلط المكونات. كل هذا يجعل المطبخ أرض تدريب مثالية للتجريب بطريقة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتدريب الروبوتات.

وتم تطوير خطة سلوكية جديدة عن  المستخدم بالفعل لمساعدة نماذج الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتسريع تدريب الروبوتات من قبل خبراء الروبوتات في جامعة كولومبيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

ولشرح كيفية عمل تلك الخطة السلوكية، يستخدم روس تيدريك، نائب رئيس معهد الأبحاث الروبوتات والأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مهمة مطبخ نموذجية: تعليم الروبوت كيفية تحميل غسالة الأطباق، بمجرد انتهاء زملائه الروبوتات من الطهي.

وتقليديا، يتم برمجة الروبوتات بأكوام من التعليمات المبرجمة وتنفذ يدويًا أو عن طريق تحريك ذراعي الروبوت ويديه عن بُعد لتكرار الإجراءات المطلوبة. 

وتم تعليم روبوت في كامبريدج، مزود بعيون كاميرا وأجهزة استشعار تعمل باللمس لتقديم الملاحظات، بطريقة التحكم عن بعد لالتقاط الأطباق وتكديسها في غسالة الأطباق. 

ومع ذلك، فإن ذلك لم يكن كافيا لتناول كل الاحتمالات فى العملية. وهنا يأتي دور خطة  التعلم الجديدة عن كيفية بناء أداة عن طريق تفكيكها ومحاولة إعادة تجميعها.

ولتدريب الروبوت، يستخدم الذكاء الاصطناعي الإجراءات التي تم تعليمه إياها لتوليد حركات جديدة محتملة بشكل عشوائي، والتي يتم تنقيتها بعد ذلك إلى إجراءات مفيدة يمكنها التعامل مع بيئات جديدة. 

ويمكن أن يكون ذلك: كيفية التقاط طبق موضوع بزاوية غير عادية أو وعاء غريب الشكل. وسيستمر الروبوت في تجربة إجراءات جديدة حتى ينجح في مهمته.

ويقول الدكتور تيدريك إنه باستخدام الخطة الجديدة كان من الممكن تدريب الروبوت في غضون ساعتين على تحميل غسالة الأطباق، في حين أن برمجة روبوت تقليديًا كانت تستغرق عامًا أو أكثر.

وبعد أن نجح الباحثون في استخدام خطة التعلم الجديدة في مجموعة متنوعة من المهام المختلفة، يحاولون الآن جمع مئات من هذه المهام في ما يسمونه نموذج السلوك الكبير وسيكون هذا مشابهًا لنموذج اللغة الكبير والذي يستخدم لتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي . 

المصدر: المرصد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى