سر ولادة أقمار المريخ
تخيل أنك تمسك قطعة صغيرة من الحلوى، وإذا اقتربت بها كثيرا من مغناطيس قوي، فإن قوى المغناطيس ستجذبها بقوة وتفككها إلى قطع صغيرة.
بنفس الطريقة، تشير محاكاة حاسوبية، إلى أنه عندما اقترب كويكب كثيرا من المريخ، مزقته جاذبية الكوكب إلى قطع، وتحولت هذه القطع إلى أقمار المريخ التي نراها اليوم.
وتقترح هذه المحاكاة التي نشرت نتائجها في دورية ” إيكاروس “، أن أقمار المريخ “فوبوس” و”ديموس” نشأتا من حطام كويكب كبير اقترب كثيرا من المريخ وتجاوز ما يُعرف باسم “حد روش”، وهو المسافة التي تصبح فيها قوى الجاذبية الناتجة عن الكوكب قوية جدا، مما يؤدي إلى تمزيق الكويكب.
و”فوبوس” و”ديموس” يبدوان غريبين، فبالرغم من شكلهما الذي يوحي بأنهما كويكبات تم أسرها، فإنهما يدوران حول المريخ في مسارات دائرية ومنتظمة، وهو أمر يصعب تفسيره إذا كانا كويكبات تم التقاطها بالصدفة، وهذا النموذج الجديد يوضح أن الأقمار قد تكون تشكلت من بقايا الكويكب الذي تحطم، حيث بقي ما يكفي من الحطام في مدار حول المريخ ليتجمع في النهاية ليشكل الأقمار.
وقام الفريق البحثي من مركز أميس للأبحاث، التابع لناسا، الذي يقف وراء هذا النموذج بإجراء مئات المحاكاة الحاسوبية لاختبار فكرتهم، ووجدوا أنه عندما تحطم الكويكب، تشكل قرص من المواد المتبقية حول المريخ، ومن ثم تجمعت تلك المواد لتشكل فوبوس وديموس، وهذا النموذج يفسر أيضا كيف يمكن لديموس أن يكون على مسافة بعيدة نسبيا عن المريخ، رغم صغر حجم الكويكب الأصلي، مقارنة بكويكبات أخرى في النظام الشمسي.
وما زالت هذه الفكرة مجرد فرضية في الوقت الحالي، ولكن سيتم اختبارها قريبا، ففي عام 2026، ستطلق وكالة الفضاء اليابانية مركبة فضائية تسمى “MMX” لجمع عينات من فوبوس وإعادتها إلى الأرض.
المصدر: المرصد