ذكرى وفاة توفيق الدقن
في ذكرى وفاته، نسترجع مسيرة توفيق الدقن المحب المخلص للفن، الذي احتار بينه وبين كرة القدم، ولكنه فضلّه على كل شئ، وقدم لجمهوره تاريخ فني بأكثر من 400 فيلم.
يعرف الجمهور توفيق الدقن بأدواره التي تجسد جانب الشر في البشر، ومع دقة ما كان يقدمه، صدق كثيرون شرّه، ولكنهم أحبوا فنه وقدروا موهبته المتفردة وإخلاصه، كما أنهم ضحكوا من عباراته الساخرة، التي صاروا يستخدمونها في مواقف يومية.
ولد توفيق الدقن في 3 مايو/ آيار 1923 في المنيا، حيث كان والده يعمل في المحكمة، واعتاد توفيق أن يذهب معه إلى مقر عمله عندما كبر، فكان يعاون والده في كتابة الخطابات وتسجيل المحاضر، كونه يتمتع بخط جميل.
في المنيا، عمل توفيق الدقن موظفا بهيئة السكك الحديدية بعد أن أنهى دراسته، وخلال هذه الفترة – أوائل الأريعينيات- كان ملاكما ولاعبا محترفا لكرة القدم في نادي المنيا، كان يلعب بمركز جناح شمال وأنهالت عليه الأندية ليلتحق بها، وخاصة نادي الزمالك، ولكنه آثر الفن والتمثيل حينها.
قرر الدقن أن يدرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن وجوده وعمله في المنيا قد يعوق ذلك، ولكن القدر كان يُخفي له الحل، ففكر أن يقوم بالتبادل مع موظف من هيئة السكك الحديدية يريد الانتقال للمنيا، حتى لا يخسر عمله، وبالفعل تمكن حينها من السفر للقاهرة، وبدء مشواره.
في أولى امتحانات المعهد العالي للفنون المسرحية، دخل إلى لجنة التحكيم- وفق رواية ابنه ماضي- وكانت تضم حينها الفنان نجيب الريحاني، فسأله نجيب: “إيه الدِّقن دي”، رد توفيق “وإيه الريحاني دي” مستنكرًا أن يسخر أحد منه، ولم يلتحق حينها بالمعهد، ولكنه تمكن من الدخول مع الدفعة التالية.
أدي خلال هذه الفترة مجموعة من المسرحيات المميزة رفقة عبد المنعم مدبولي في المسرح الحر لمدة سبع سنوات، كما انضم بعدها إلى المسرح القومي، بينما كان ظهوره الاول في السينما على يد الكاتب طه حسين.
المصدر: المرصد