مواد كيميائية خطرة وقاتلة
تحديد أخطر مادة كيميائية في العالم ليس أمرًا سهلاً، فهو يعتمد على مستوى السمية ومدى التعرض وطرق التعامل.
بعض المواد الكيميائية معروفة بسميتها العالية، مثل سم البوتولينيوم وعامل الأعصاب VX والكلور ثلاثي الفلوريد.
سم البوتولينيوم هو سم فتاك تفرزه بكتيريا معينة، ويؤدي إلى الوفاة عبر شلل العضلات.
بالمثل، تم تطوير عامل الأعصاب VX بواسطة الجيش البريطاني، ويُعد قاتلًا حتى بكميات ضئيلة جدًا، حيث يمكن أن يتسبب بوفاة الشخص خلال دقائق عن طريق شلّ عضلات التنفس.
أما الكلور ثلاثي الفلوريد، فهو غاز شديد التفاعل ويشتعل تلقائيًا عند ملامسته لمواد مثل الماء أو الرمل، مما يجعله خطرًا في البيئات التي قد يحدث فيها هذا التفاعل.
تُظهر هذه المواد السامة أهمية التمييز بين “الخطر” (إمكانية التسبب بالأذى) و”المخاطرة” (احتمالية التعرض) عند تقييم مستوى خطورة أي مادة.
ووفقًا لريتشارد ويب، خبير السلامة بجامعة كارديف، فإن خطورة المادة الكيميائية لا تقتصر على خصائصها فقط، بل تعتمد أيضًا على كيفية التعامل معها.
فعلى سبيل المثال، رغم فتك VX، فإن عدد الضحايا بسببه محدود بفضل قلة توافره وصرامة إجراءات التعامل معه. في المقابل، المواد الكيميائية المنزلية، رغم أنها أقل سمية، تتسبب في آلاف حالات التسمم سنويًا نظرًا لشيوعها وسوء استخدامها.
ويؤكد ويب على أهمية التوازن في التعامل مع المواد الكيميائية. فعلى سبيل المثال، يُستخدم الكلور بأمان بتركيزات منخفضة في أحواض السباحة، إلا أنه يتحول إلى غاز خطير إذا كان بتركيز عالٍ، مما يؤدي إلى حروق كيميائية ومشاكل تنفسية، كما حدث عندما استُخدم كسلاح في الحرب العالمية الأولى. على الجانب الآخر، يمكن التعامل مع مواد شديدة السمية مثل سيانيد الصوديوم بأمان باستخدام معدات الوقاية اللازمة وتحت ظروف محكمة، مما يقلل من احتمالات التعرض.
هذا التوازن بين الخطر والمخاطرة ينعكس على تعاملاتنا اليومية مع كثير من المواد. فمثلًا، السكاكين في المطبخ حادة وقابلة لإلحاق الضرر، لكن الاستخدام الآمن يقلل من مخاطرها. وبالمثل، فإن مواد مفيدة مثل ملح الطعام يمكن أن تكون ضارة بكميات كبيرة، حيث تخل بتوازن الأيونات في الجسم أو تعمل كمبيد للأعشاب بتركيزات عالية.
في النهاية، وكما يشير ويب، فإن معرفة مخاطر المواد الكيميائية وكيفية تقليل احتمالات التعرض لها أمر أساسي للحفاظ على السلامة. ورغم أن بعض المواد شديدة الخطورة، فإن المخاطر التي تواجه الأشخاص العاديين عادةً منخفضة طالما لم يتعرضوا لها بشكل مباشر.
المصدر: العين