تطوير تطبيق تحليل الموروثات
منذ إطلاقها في مطلع سبتمبر من العام الماضي، نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في إجراء خدمة تحليل الموروثات الجينية الدوائي لأكثر من (1500) مريضٍ، بوصفها نهجًا طبيًا حديثًا يُعنى بمُطابقة الأدوية بالحمض النووي (الشفرة الجينية) الخاص بالمريض؛ للتنبؤ بفعالية الدواء، وتقديم توصيات بالدواء الأكثر فعالية وأماناً، وهو ما يمثل تخلياً عن النهج الطبي السائد الذي يصف دواء وجرعة مماثلة لجميع المرضى، وانتقالاً إلى أسلوب يركز على التكيف مع الفروقات الفردية الجينيَّة في الاستجابة للأدوية.
وأظهرت نتائج المرضى الذين خضعوا لتحليل الموروثات الجينية الدوائي، أن أكثر من 70% من المرضى يملكون 3 جينات على الأقل ذات وظائف متغيرة؛ ما يؤكد نجاعة الخدمة في التنبؤ بالاستجابة المختلفة للأدوية بناء على اختلافات الشفرة الجينية، مما يقلل من المخاطر الصحية الناجمة عن التفاعلات الدوائية غير الملائمة، ويعزز من كفاءة العلاج، ويمكن الأطباء من اتباع نهجٍ طبي يُركز على الفروقات الفردية في الاستجابة للأدوية، إذ تشير الإحصائيات إلى أن 15% من حالات دخول المستشفيات سببها التأثير السلبي للأدوية، مما يتسبب بأعباء مالية وبشرية كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
وعبر معرض الصحة العالمي الذي ينعقد في العاصمة الرياض خلال الفترة 21-23 أكتوبر الجاري، يُشارك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث كراعي بلاتيني، يستعرض المستشفى لزوّار جناحه، أبرز إنجازاته في مجال الطب الدقيق، بما في ذلك خدمة تحليل الموروثات الجينية الدوائي وأثرها في تعزيز الرعاية الصحية، إلى جانب عدد من الحلول والابتكارات الصحية.
وأتيحت خدمة تحليل الموروثات الجينية الدوائي في مرحلتها الأولى لمرضى القلب والأعصاب، فيما توسّعت لتغطي مرضى زراعة الأعضاء انطلاقًا من أبريل الماضي، مع اتجاه المستشفى لتوسيع نطاق تطبيق الخدمة تدريجيًا لتشمل جميع التخصصات الطبية، وذلك في إطار التزامه بتوفير رعاية صحية مخصصة لكل مريض على أعلى مستوى من السلامة والوقاية، وتسخير أحدث الممارسات المثبتة علميًا في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الرياض