في الرياض “سوق الزل” شاهد على تطور العاصمة وحافظ أسرارها
صحيفة كل الصحف – المصدر العربية نايف الشهراني
يبقى سوق الزل في العاصمة السعودية الرياض شاهدًا على تطور المدينة وحافظ لأسرارها التاريخية، بين أزقته الضيقة ومتاجره المليئة بالتراث، يعيش السوق كل يوم قصة جديدة تجمع بين الماضي والحاضر بأسلوب لافت.
سوق الزل في الرياض بات إحدى وجهات الرياض السياحية
سوق الزل في الرياض بات إحدى وجهات الرياض السياحية
يعد سوق الزل من أقدم أسواق مدينة الرياض، إذ سُمي بهذا الأسم نسبة إلى “زولية” وهو الأسم العامي للسجاد، إذ تأسس عام 1901، وتبلغ مساحته 38,580م2، ويضم مسجد محمد آل الشيخ، الذي تتسع باحاته ومصلى الرجال فيه لنحو 1,800 شخص، إلى جانب مصلى النساء الذي يتسع لنحو 180 شخصًا، كما يحتضن ميدان دخنة، الذي استحدثت فكرته التصميمية ترابط بصري بين العناصر المعمارية والمؤسسات الخدمية، ويُعد من ميادين مدينة الرياض الحيوية قديمًا وحديثًا.
سوق الزل سُمي بهذا الأسم نسبة إلى الزولية الأسم العامي للسجاد
سوق الزل سُمي بهذا الأسم نسبة إلى الزولية الأسم العامي للسجاد
إلى ذلك، يحيط بالسوق قصر المصمك، وشارع الثميري، وجامع الإمام تركي بن عبد الله، ويكتسب عناصر تجعله يتميز عن أي مكان آخر في الرياض، إذ أصبح أكبر تجمع لمحلات بيع الملبوسات الرجالية مثل المشالح والبشوت، والأشمغة المطرزة يدويًا، والسجاد، والتراثيات، والأحذية الشعبية، والبخور والعطور الشرقية بجميع أنواعها، إضافة إلى وجود حراج مستقل داخل السوق يعرض السلع القديمة، ويشهد إقامة فعاليات فلكلورية وشعبية منوعة، ومطاعم ومقاهٍ، فضلًا عن كونه يُعد موروثا ثقافيا وبوابة تراثية جاذبة للزوار.
بيد أنه ليس مجرد مكاناً للتسوق فحسب بل تجربة ثقافية شيقة تجمع بين التراث والحداثة وتعكس جمال ورونق الحياة السعودية التقليدية، ورحلة استكشافية ممتعة ومثيرة لكل من يرغب في التعرف على جوانب مختلفة من التراث الثقافي السعودي، ووجهة مميزة تجمع بين التاريخ والحاضر، إذ يعكس بأسلوبه الفريد جمال الحضارة والتراث السعودي، وبفضل تنوعه وجاذبيته، يبقى هذا السوق مكانًا يستحق الزيارة لاستكشاف عوالم جديدة والاندماج في أجواء تقليدية تعكس جمال الثقافة السعودية.
يذكر أن الهيئة الملكية لمدينة الرياض عملت على جعل سوق الزل إحدى واجهات الرياض السياحية، عبر مشروع تحسين سوق الزل، عن طريق إعادة تنظيم البنية التحتية، وإزالة بقايا المباني الطينية المتهدمة، والقيام بأعمال التبليط والتظليل، ووضع الإنارة للمحلات التجارية وجانبي الطريق، مع الأخذ في الاعتبار الهوية العمرانية التراثية للسوق، وقد حافظ السوق عبر مراحل تطويره على حركة البيع والشراء، إلى جانب تنوع الأنشطة التجارية الأخرى.