تحديات صناع الأفلام العربية
كشفت المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) ريما المسمار أن نقص التمويل والتوجيه من أبرز التحديات التي تواجه صانعات الأفلام العربيات، بالإضافة إلى غياب البنية التحتية لصناعة الأفلام في العديد من الدول العربية.
وقالت في حوار لـ”الرياض”: للصندوق برامجه المتركّزة حول أنواع مختلفة من الممارسات الفنية إلا أن الشراكة مع نتفليكس نركز بشكل كبير على دعم المواهب النسائية من خلال مبادرات عديدة، ونعمل على اختيار 25 امرأة شابة نتيح لهن تمويلاً بقيمة 25,000 دولار لكل فيلم، مؤكدةً: رغم التحديات، إلا أن المشهد السينمائي في الوطن العربي لا يزال نابضًا بالحياة، وهناك الكثير من التجارب الفنية الواعدة التي تعكس تطور السينما العربية، وفيما يلي نص الحوار:
شراكة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) مع نتفليكس بدأت منذ فترة. كيف تطورت هذه الشراكة وما هي أهدافها الرئيسية؟
- بالفعل، شراكتنا مع نتفليكس ليست جديدة. في عام 2021، بدأنا بتقديم دعم عاجل للعاملين في مجال التلفزيون والسينما بسبب جائحة كورونا. ثم تطورت هذه الشراكة في العام التالي من خلال برنامج “الأفلام الوثائقية العربية” الذي يديره الصندوق العربي ويدعم سنوياً نحو 25 مشروعًا والذي أسهمت نتفليكس في دعم خمسة أفلام من بينها من إخراج أو إنتاج نساء.
كيف تسهم هذه الشراكة في تمكين المرأة وتعزيز التنوع في المنطقة؟
ـ للصندوق برامجه المتركّزة حول أنواع مختلفة من الممارسات الفنية إلا أن الشراكة مع نتفليكس نركز بشكل كبير على دعم المواهب النسائية من خلال مبادرات مثل “مختبر الفيلم القصير لصانعات أفلام صاعدات”، حيث نقدم التدريب والتوجيه لصانعات الأفلام الصاعدات، مما يعزز مهاراتهن ويوفر لهن التمويل اللازم لإنتاج أفلام قصيرة. الهدف هو تعزيز حضور المرأة العربية في السينما، خاصة في دول مثل السعودية، الإمارات، مصر، الأردن، والكويت.
ما هي الخطوات التي تتبعونها لاختيار المشاركات في هذه المبادرة؟
- نعمل على اختيار 25 امرأة شابة، ونتيح لهن تمويلاً بقيمة 25,000 دولار لكل فيلم. بالإضافة إلى ذلك، نقدم ورش عمل مكثفة لتطوير مهاراتهن في كافة مراحل الإنتاج، ونوفر لهن استشارات من خبراء في المجال.
بعد 17 عامًا من تأسيس الصندوق، ما هي المجالات الأساسية التي يركز عليها اليوم؟
- منذ تأسيس الصندوق في 2007، نسعى إلى دعم الفنانين العرب في مجالات السينما، الموسيقى، الفنون الأدائية، الفنون البصرية، الكتابات الإبداعية والنقدية، السينما، والتصوير الفوتوغرافي الوثائقي. وقد دعمنا خلال ال17 سنة الفائتة أكثر من 2500 مشروع كما نقدم برامج تدريب للأفراد والمؤسسات في كافة المجالات الفنية.
ما هي الآلية التي تتبعونها لاختيار المشاريع المدعومة؟
- بعد فتح باب التقديم عبر الإنترنت، نقوم بعملية فرز أولية للمشاريع. لجان التحكيم تتغير سنويًا وتعمل بسرية لضمان النزاهة. يتم الإعلان عن النتائج بعد اجتماعات اللجان في بيروت.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه صانعات الأفلام العربيات؟
- من أكبر التحديات نقص التمويل والتوجيه، بالإضافة إلى غياب البنية التحتية لصناعة الأفلام في العديد من الدول العربية. نسعى من خلال شراكاتنا ومبادراتنا إلى توفير المزيد من الفرص لصانعات الأفلام وتمكينهن من تجاوز هذه التحديات.
ماذا عن نقص قنوات العرض في المنطقة؟
- مشكلة العرض محدودة بالفعل، حيث يتم عرض الأفلام غالباً في المهرجانات السينمائية فقط، مما يحد من وصولها للجمهور العام. نحتاج إلى تطوير قنوات عرض مستدامة تتيح للجميع مشاهدة هذه الأعمال، وليس فقط النخبة أو رواد المهرجانات.
كيف ترون مستقبل السينما العربية في ظل التحديات الحالية؟
- رغم التحديات، إلا أن المشهد السينمائي في الوطن العربي لا يزال نابضًا بالحياة، وهناك الكثير من التجارب الفنية الواعدة التي تعكس تطور السينما العربية.
كيف يمكن للسينما العربية أن تتخذ هوية مميزة مثل السينما الكورية؟
- لا تفتقر السينما العربية إلى الهوية بل إنها تتمتّع بتجارب متفرّدة على صعيد الموضوع والشكل والمعالجة. لعل ما يقف في طريق مبدعيها ومبدعاتها اليوم هي القدرة على الإنتاج بشكل دوري وبموارد معقولة وأدوات تتيح للأفلام أن تنتج وأن يكون لها سوقاً عربية تسهّل التبادل والعرض والتدوير. لكل ثقافة سينمائية طابع خاص، ونحن نسعى لتعزيز هذه الهوية من خلال دعم المشاريع الإبداعية التي تعكس تفرد الفن العربي.
ما دور النقد الفني في دعم السينما العربية؟
- النقد الفني كان له دور مهم في الستينيات والسبعينيات، لكنه تراجع مع الوقت. نحن بحاجة إلى إحياء هذا الخطاب النقدي لمواكبة الإنتاجات الفنية الحالية والمساعدة في تحسينها وتطويرها لذلك قمنا بتطوير برنامج تدريبي في مجال الصحافة الثقافية النقدية بالشراكة مع الأكاديمية البديلة للصحافة العربية.
المصدر: الرياض