مصادر: مخاوف من تباطؤ تطوير المنتجات
رغم النجاح الذي حققه مارك شنايدر في قيادة أكبر شركة لتصنيع الأغذية في العالم خلال جائحة كوفيد-1، تمت إقالته من منصب الرئيس التنفيذي لـ”نستله”.
يأتي القرار الغامض على الرغم من نجاح شنايدر أيضا في زيادة هوامش أرباح الشركة وسط أزمة سلسلة التوريد اللاحقة وكذلك نجاحه في تنفيذ عملية إعادة تنظيم تاريخية.
ورفضت شركة نستله التعليق على طبيعة رحيله عندما أعلنت عن ذلك يوم الخميس، كما لم يرد شنايدر على طلب للتعليق، لكن ثلاثة مصادر قالت لرويترز يوم الجمعة إن المدير التنفيذي تم فصله.
وقال أحد المصادر إن القرار اتخذ بعد أن صار مجلس إدارة نستله قلقا بشكل متزايد إزاء ضعف نمو المبيعات. كما أشارت المصادر إلى مخاوف بشأن تباطؤ تطوير المنتجات.
وقال برونو مونتيني المحلل في شركة بيرنشتاين: “قبل عامين، لم يكن مارك شنايدر يرتكب أي خطأ، والآن يبدو أنه مخطئ في كل شيء”، مشيرا إلى انخفاض سهم نستله، الذي هوى بنحو 30% من أعلى مستوى له خلال الجائحة في أوائل عام 2022.
وردا على سؤال خلال تصريحات عقب إعلان نتائج الشركة في يوليو/ تموز أقر شنايدر بأن قيود سلاسل التوريد في عام 2022 لم تترك سوى “طاقة أقل” للابتكار وهو ما قال إنه ربما ساعد عن غير قصد السلع التي تحمل العلامات التجارية الخاصة، أو العلامات التجارية للمتاجر، على المنافسة.
مسيرة شنايدر مع “نستله”
ومارك شنايدر هو الذي عمل كأحد المديرين التنفيذيين والرئيس التنفيذي لشركة نستله، تولى هذا المنصب قبل إقالته، بداية من يناير/كانون الثاني عام 2017 وكان له دور فعال في قيادة جهود الشركة لتعزيز جودة الحياة من خلال الغذاء.
ومع مجموعة شركات نستله الواسعة التي تضم أكثر من 2000 علامة تجارية وقوة عاملة تضم 275000 موظف في 188 دولة، سعى مارك إلى إحداث تأثير إيجابي في جميع أنحاء العالم عبر قيادته للشركة بحسب ما ذكر موقع “بيزنس إيه بي سي”.
وتحت قيادة مارك، عززت نستله تركيزها الاستراتيجي على الفئات ذات النمو المرتفع مثل القهوة ورعاية الحيوانات الأليفة ومنتجات الصحة الغذائية.
كما عمل من كثب مع مجلس إدارة الشركة والفريق التنفيذي لدفع الابتكار وتسريع إطلاق منتجات جديدة لتلبية الاحتياجات المتنامية للمستهلكين.
وشارك مارك بنشاط مع فريقه في استكشاف وتطوير العروض الصحية واللذيذة والمغذية، وكان غالبًا ما يتذوق المنتجات بنفسه.
وبصفته أحد الداعين للاستدامة، لعب مارك دورًا رئيسيًا في التزام نستله بالحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
كما حرص على تدشين هدف الشركة خلال قيادته لها، إلى خفض انبعاثاتها إلى النصف بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وذلك من خلال مبادراته بتعزيز الزراعة التجديدية كجزء من الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، والتركيز على دعم المجتمعات الزراعية داخل سلسلة توريد نستله.
السيرة المهنية لشنايدر قبل نستله
وقبل انضمامه إلى نستله، شغل مارك منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة فريسينيوس، وهي شركة رعاية صحية عالمية، من عام 2003 إلى عام 2016.
وانضم في البداية إلى فريسينيوس في عام 2001 بصفته الرئيس المالي لشركة فريسينيوس للرعاية الطبية.
وقبل ذلك، شغل مناصب تنفيذية عليا مختلفة في مجموعة هانييل، وهي شركة ألمانية متعددة الجنسيات متنوعة، من عام 1989 إلى عام 2001.
وتمتد خبرة مارك وقيادته إلى ما هو أبعد من نستله، فهو عضو في مجلس إدارة شركتي نستله إس إيه وروتش القابضة المحدودة، وهما شركتان متعددتا الجنسيات بارزتان.
بالإضافة إلى ذلك، فهو عضو في مجلس أمناء ومجلس الأعمال الدولي للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) والمائدة المستديرة الأوروبية للصناعة، وهو أيضًا عضو في مجلس إدارة منتدى السلع الاستهلاكية.
وحصل مارك شنايدر على درجة جامعية في التمويل والمحاسبة بالإضافة إلى درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة سانت جالن في سويسرا.
كما حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، ورغم أنه من أصل ألماني، فقد أصبح مارك مواطنًا أمريكيًا بحصوله على الجنسية الأمريكية في عام 2003.
المصدر: عاجل