انخفاض معدل وفيات الجراحة بفضل ليستر
عندما توفي الجراح جوزيف ليستر عن عمر يناهز 84 عاماً في العاشر من فبراير/شباط 1912، ترك وراءه انخفاضاً كبيراً في معدل وفيات المرضى بسبب العدوى الناجمة عن الجراحة.
ووفقاً للإحصاءات التي جمعها بنفسه، انخفضت العدوى من حوالي 50% بين المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية إلى 15% فقط، وذلك بسبب تقنيات التعقيم التي استخدمها لأول مرة قبل 159 عاماً، وتحديدا في 12 أغسطس/آب سنة 1865 قبيل إجراء عملية جراحية لطفل من غلاسكو يبلغ من العمر 11 سنة، يدعى جيمس غرينليز، وقد حققت هذه العملية نجاحاً مذهلاً، حيث شفي الطفل دون أن يصاب بأي تعفن بعد نحو 6 أسابيع.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح الطبيب البريطاني يعرف بأنه “والد الجراحة المطهرة”، ويكرمه ملايين الأشخاص في الوقت الحاضر كل يوم دون أن يعرفوا، بشطف أفواههم بغسول فم سمي على شرفه، على الرغم من أنه لم يشارك في اختراعه ولم يستفد منه.
وقبل تقنيات التعقيم التي ابتكرها ليستر، كان دخول غرفة العمليات مقامرة حياة أو موت، فقد ترك التخدير وراءه عصر الصراخ المؤلم للمرضى، لكن الغرغرينا وتسمم الدم وغيرها من الالتهابات بعد الجراحة، انتهى بها الأمر إلى التأثير على ما يقرب من نصف من أجريت لهم عمليات جراحية.
وكان الإجراء المعتاد للوقاية من العدوى هو تهوية عنابر المستشفى من أجل طرد الميازما “الهواء الفاسد”، الذي اعتقد أطباء هذا العصر أنه ينبعث من الجروح وينشر المرض إلى مرضى آخرين.
عندما توفي الجراح جوزيف ليستر عن عمر يناهز 84 عاماً في العاشر من فبراير/شباط 1912، ترك وراءه انخفاضاً كبيراً في معدل وفيات المرضى بسبب العدوى الناجمة عن الجراحة.
ووفقاً للإحصاءات التي جمعها بنفسه، انخفضت العدوى من حوالي 50% بين المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية إلى 15% فقط، وذلك بسبب تقنيات التعقيم التي استخدمها لأول مرة قبل 159 عاماً، وتحديدا في 12 أغسطس/آب سنة 1865 قبيل إجراء عملية جراحية لطفل من غلاسكو يبلغ من العمر 11 سنة، يدعى جيمس غرينليز، وقد حققت هذه العملية نجاحاً مذهلاً، حيث شفي الطفل دون أن يصاب بأي تعفن بعد نحو 6 أسابيع.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح الطبيب البريطاني يعرف بأنه “والد الجراحة المطهرة”، ويكرمه ملايين الأشخاص في الوقت الحاضر كل يوم دون أن يعرفوا، بشطف أفواههم بغسول فم سمي على شرفه، على الرغم من أنه لم يشارك في اختراعه ولم يستفد منه.
وقبل تقنيات التعقيم التي ابتكرها ليستر، كان دخول غرفة العمليات مقامرة حياة أو موت، فقد ترك التخدير وراءه عصر الصراخ المؤلم للمرضى، لكن الغرغرينا وتسمم الدم وغيرها من الالتهابات بعد الجراحة، انتهى بها الأمر إلى التأثير على ما يقرب من نصف من أجريت لهم عمليات جراحية.
وكان الإجراء المعتاد للوقاية من العدوى هو تهوية عنابر المستشفى من أجل طرد الميازما “الهواء الفاسد”، الذي اعتقد أطباء هذا العصر أنه ينبعث من الجروح وينشر المرض إلى مرضى آخرين.
الجراح جوزيف ليستر:
وبعيدا عن هذه العادة، كان الجراحون في ذلك الوقت يجرون العمليات الجراحية بملابسهم العادية، وبدون حتى غسل أيديهم، ويرتدون أردية الجراحة المغطاة بالدم الجاف والقيح، مثل الخطوط العسكرية على الزي العسكري.
وأثناء العملية، يحتفظ الجراحون بخيوط الجراحة في متناول اليد، وإذا سقط مشرط على الأرض، كانوا يلتقطونه ويواصلون العمل، وكانوا في أي وقت يحتاجون فيه إلى استخدام كلتا يديهم، كانوا يمسكون بالمشرط بأسنانهم.
استلهام الفكرة من باستور:
وكانت مشكلة العدوى ملحة لدرجة أنه كان هناك حديث عن إلغاء الجراحة تماماً في المستشفيات، لكن جوزيف ليستر لم يكن مقتنعاً بنظرية الميازما، فقد لاحظ أن تنظيف الجرح نجح أحياناً في احتواء العدوى، مما دفعه إلى الشك في أن جذر المشكلة لم يكن في الهواء، بل في الجرح نفسه.
وفي عام 1864، أثناء ممارسته مهنة أستاذ الجراحة في جامعة غلاسكو، اكتشف ليستر عمل الكيميائي الفرنسي لويس باستور، وعندما قرأ في كتابه “أبحاث حول التعفن” أن التخمر يرجع إلى الجراثيم، وهي ميكروبات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، أحس أن نفس السبب يمكن أن يفسر عدوى الجروح.
وبناءً على أفكار باستور، بحث ليستر عن مادة كيميائية يمكن استخدامها للقضاء على الجراثيم، وبعد عدة اختبارات، توصل إلى حمض الكربوليك (الذي يسمى الآن الفينول)، وهو مركب يستخرج من الكريوزوت ويستخدم بعد ذلك لمنع تعفن عوارض السكك الحديدية وخشب السفن، والذي تم تطبيقه أيضًا على مياه الصرف الصحي في المدن.
وفي عام 1865، وبعد بعض البدايات المشكوك فيها، تمكن لأول مرة من شفاء كسر مفتوح في الساق لطفل صدمته سيارة دون عدوى.
المصدر: العين