إنها تُمطر !


صحيفة كل الصحف
إنها تُمطر ! إبتسامة منك لذاتك تسرق كل الشحوب المكلل أعلى عيناك ، فإنها تُمطر . في زمنٍ بعيد قبل الاف الأحزان ومئات الحروب ، في أراضيك الجدباء تلك ، امطرت فامتلأت الأرضُ زرعاً ، وتلونت السماء حُباً . كل ذلك باليقين المغروس في داخلك والشغف المولود في ارحام كونك . أن تمرك عاصفة شديدة أو تذبل أغصانك ذلك لايعني الفناء ! فبعد القحط خصيب ، وجفافٌ يتبعه نداوة . فهي دائماً تمطر حينما تمتلأ غيومك اصراراً وعزيمة . انطلق وتراقص فرحاً وسرور تحت تلك الأمطار . ولكن احذر ،إنها أمطاراً كان بوسعها ان تغرقك ان كانت بنيانك رثّة . إنها الساعة الواحدة فجراً بعد منتصف الليل ، أو لربما ساعة الزمن التي تساقطت فيها كل تلك المخاوف مشكلةً لوحة سوداويةً مضيئة ، فهي من وحل الماضي لكنها تضيء شمس المستقبل البعيد . رحلتُ بعيداً خلف الضياء اتبعه ، فلا روحاً قادرة على الاستمرار ، ولا عقلاً يريد الاستسلام . مضت الشهور وتوالت الليالي ولكن الشمس لازالت تشرق في الكون اكمله فلماذا نحجب ضوئها دون اتباع او فائدة .
سمية منيف
somih271@gmail.com