مقال اليوم بقلم : سمية منيف
صحيفة كل الصحف
كان عاماً يحمل في طياته عمرٌ بأكمله ، حديثةُ ولادةٍ عشت أبحث عن ذاتي التائهه، فتنهمر مني دموعاً اتخذت من عيناي سحبٌ مكللة في أحد شتاءات الكون القارسة ، شيئاً فشيئاً أزهر شتائي فإذا شبابي يأخذ حيزاً منير في لوحة الحياة البائسة تلك ولكن سرعان ماحلّت شيخوخة الأمال دربي ،فضعفت مقومات أملي وعجزت قدماي عن التقدم .
أدركت حينها كم أن الحياة لاتسير كما نريد لكنها تستطيع ان تجعلنا نرضى بما أقسمته لنا من اقدار .
كم من غريبٍ لا صلة دموية بيننا انبثق في أراضي المشرق ليقطف لنا ضوءً فيزرعه في أراضي البؤس لدينا ، وكم من قريبٍ ذي صلة رما بنا في بحر الخذلان حينما اُثقِلت سفينته .
وكم من الأحلام رسمناها ورسمنا لها طريقاً مبهج ،سرنا خلاله ففاجئتنا في نهاية المنعطف بأن الطريق مغلق وأننا لا نختار مانسلك فهنالك تعاقبات أكبر مما نسعى اليه .
أثقل روحي هذا العام وأثقل علي حملي لكنّه أحياني من جديد ، علمني أن أُبْقِي قلبي ربيعياً مهما اشتد عليه الظروف ، وأن أجعل عقلي فارسيٌ يغلب كل النزاعات .
فكل ماكان يدفعني للوراء جعل مني الآن استعد في أول الصفوف للقاء عامٍ جديد بكل حزمٍ ونجاح.تمسّكي بتعاليم الماضي واستعداد جيش الحاضر سيجعل من العام القادم عاماً أقل ضرراً ، عاماً وإن توقفت الحروب فيه سأعود لنفسي خالية من الاحزان.يكفي بأن لي روحاً اقسمت على عدم الاستسلام .
سمية منيف
somih271@gmail.com
